عقيدة السلف وأصحاب الحديث
إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
عقيدة السلف وأصحاب الحديث
نبذة عن الكتاب

يعد هذا الكتاب جامعا لشتات مسائل الاعتقاد، فهو بمثابة الخريطة التي تعطي الطالب تصورا عاما وشبه شامل للمسائل التي ستمر به في هذا الباب. وقد تميز بالتزام منهج السلف في التأليف والتقرير، فهو من حيث ترتيب مسائل العقيدة التزم منهج السلف بالبدء بمسائل التوحيد العظمى بتقرير الشهادتين، ثم بالصفات وما يجب لله عز وجل، ثم بأصول الدين بحسب ترتيبها حسب الأهمية. كما أنه التزم منهج السلف في الاستدلال، فكان واضح الاستدلال من الكتاب والسنة، مع الاستيفاء والشمول. وقد عرض أكثر أصول الدين عرضا جيدا ومرتبا، والتزم في ذلك منهج السلف. ويقول المؤلف عن السبب من تأليفه الكتاب: "سألني إخواني في الدين أن أجمع لهم فصولا في أصول الدين التي استمسك بها الذين مضوا من أئمة الدين وعلماء المسلمين والسلف الصالحين... فاستخرت الله تعالى، وأثبتُّ في هذا الجزء ما تيسر منها على سبيل الاختصار، رجاء أن ينتفع به أولو الألباب والأبصار". ويذكر المؤلف مجمل اعتقاد أهل السنة في المسألة، ثم يعقبه بدليله من الوحي، ثم يذكر الآثار عن السلف أو الأئمة. وهو ينقل أكثر الآثار بأسانيده. ثم إنه أيضا كان سياقه لكثير من مسائل أصول الدين فيه سهولة وبساطة وليس فيه تعقيد، وهو بعيد عن المسائل الكلامية والتعبيرات الفلسفية التي قد يقع فيها أحيانا حتى بعض السلف من غير قصد، فكان أسلوبه سهلا، والتزامه لألفاظ السلف من أحسن ما رأينا من كتب السلف. وقد تميّز بالإيجاز مع الإسناد، قلّ أن نجد من كتب السلف الشاملة في قضايا العقيدة أن تكون موجزة، فقد تميّز مع وجود الإسناد بالإيجاز، ويعتبر كتابه خلاصة سهلة لأصول السلف يستوعبها طالب العلم المتبحر ويستيفد منها، كما أنه يستفيد منها طالب العلم المبتدئ ولا تصعب عليه. ولو جرد من الأسانيد أيضا لصار مثل كثير من متون العقيدة السهلة. وقد بدأ بالتوحيد، ثم الصفات، ثم الآخرة وما يتعلق بها، ثم حقيقة الإيمان، ثم ذكر ضابطا في التكفير، ثم القدَر وما يلحق به من الكلام في الخلق والمشيئة، ثم الشهادة للمعيَّن بالجنة أو النار، ثم تكلم في الصحابة، ثم التعامل مع السلطان، ثم تكلم عن علامات أهل البدع، وعلامات أهل السنة، ثم ذكر جملة من علماء السلف وعلماء أهل السنة، ثم ختم بوصايا نافعة. وللمؤلف أخطاء قليلة في جزئيات الاعتقاد دون أن يخالف الإجماع في شيء، ولم يخالف القضايا القطعية، ولم يقع في بدعة بحمد الله، لكنه أحيانا قد يرجّح المرجوح، وقد يميل إلى قول يخالفه فيه أكثر العلماء من السلف، وهذه مسألة بدهية ينبغي أن يعرف كل طالب علم أنها لا بد أن توجد عند كل عالم، لكنها تقل أو تكثر بحسب توفيق الله عز وجل للعالم وتبحّره وإمامته.