عصر الخلافة الراشدة - محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين
أكرم العمري
عصر الخلافة الراشدة - محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين
نبذة عن الكتاب

"هذا الكتاب للعلامة الدكتور أكرم العمري، الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة، صاحب المنهج الحديثي المحقق في دراسة السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، يستعرض فيه المؤلف عصر الخلافة الراشدة والجوانب الناصعة فيه. وأصل هذا الكتاب - كما أوضح المؤلف - اعتمد فيه المؤلف على المراجع الحديثة التي أفاد منها في أبواب الكتاب المتعلقة بشخصية الخلفاء والفتن الداخلية والاقتصاد، وهي الأطروحات والرسائل الجامعية التي أشرف عليها في الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية، والتي التزمت منهج النقد عند المحدثين في نقد الروايات التأريخية، وهي تمثل عملا رائعا ورائدا في هذا الميدان المهم، ك""خلافة أبي بكر الصديق"" لعبد العزيز المقبل، و""النواحي المالية في خلافة عمر بن الخطاب"" لعبد السلام محسن آل عيسى، و""خلافة عثمان بن عفان"" لمحمد بن محمد علي العواجي، و""فتنة مقتل عثمان بن عفان"" لمحمد عبد الله الغبان، و""خلافة علي بن أبي طالب"" لعبد الحميد بن علي ناصر فقيهي، وجميعهم محاضرون في الجامعة الاسلامية بالمدينة، و""الروايات التأريخية في فتح الباري - عصر الخلافة الراشدة"" للدكتور يحي ابراهيم اليحي.أما في بقية أبواب الكتاب فقد اعتمد على محاضراته التي كان قد ألقاها على طلبة كلية الآداب بجامعة بغداد ما بين سنة 1967-1976م، وذلك بعد أن نقحها وأضاف إليها من المصادر القديمة والمراجع الحديثة التي نشرت بعد كتابتها الأولى.وقد بين المؤلف في مقدمة كتابه كيف كان عصر الخلافة الراشدة امتدادا لعصر السيرة النبوية، حيث تؤثر القيم الإسلامية على الناس في نشاطهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكيف مكنت العقيدة الإسلامية والقيم الثقافية المنبثقة عنها المسلمين من الحفاظ على شخصيتهم وقيمهم ولغتهم وأدبهم وطابع حياتهم، وتحويل المجتمعات الجديدة التي حكموها وإكسابها الصبغة الإسلامية واللسان العربي. ويعد عصر الخلافة الراشدة أميز العصور في تاريخ المسلمين بعد عصر النبوة، حيث تولى الحكم كبار الصحابة المقربين من النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد لهم بالسابقة والفضل والبشارة بدخول الجنة، تعاونهم أعداد من الصحابة الذين نزل القرآن بتعديلهم، وهم الذين مثلوا النخبة القيادة في الفكر والسياسة والإدارة والاقتصاد والفتوح، كما أنهم نقلوا القرآن والسنة إلى الأجيال التالية.وقد قسم كاتبنا بحثه إلى مقدمة وستة أبواب؛ حيث تناول في المقدمة تعريف عصر الخلافة الراشدة، وأهم المظاهر التي برزت في ذلك العصر، ومنهجيته في البحث. ثم بين مصادره في البحث و""تحليل"" هذه المصادر، وهي كتب التأريخ، وكتب الحديث، وكتب علم الرجال. ثم شرع الكاتب في عرض ميزات عصر الخلافة الراشدة في الأبواب التالية: الباب الأول: السياسة (الخلافة والخلفاء)؛ الباب الثاني: الإدارة، والقضاء؛ الباب الثالث: الاقتصاد؛ الباب الرابع: الثقافة والتعليم؛ الباب الخامس: أحوال العالم، والدعوة الإسلامية ومنطلقاتها الفكرية، والفتوحات؛ الباب السادس: الفتن الداخلية. والكتاب على النحو المذكور لم يُقسم كالمعتاد من الكتب كل عصر خليفة منفردًا، بل كان يتحدث عن الأمور العامة من الحياة السياسية والاجتماعية مجتمعة وتطورها من خلال عصور الخلفاء الأربعة.وقد بين الكاتب منهجيته في البحث حيث التزم بتطبيق مناهج المحدثين في نقد الروايات التاريخية إذا تعلقت بالعقيدة والشريعة، أما الأخبار التي تتناول الفتوحات وتعيين الولاة والقضاة والموظفين، فإنها لا تقتضي إعمال المنهج النقدي الحديثي فيها، بل يكفي اتفاق الإخباريين واختلافهم عليها وسلامتها من التناقض والشذوذ، وسلامة القصد عند الرواة لئلا يميلوا بالأخبار نحو خدمة اتجاهاتهم العقدية والسياسة، وهكذا تعامل علماء السلف مع هذه الأخبار، ولو اشترطوا فيها ما اشترطوه في الأحاديث النبوية لما صفا لهم منها إلا القليل، وبذلك يبقى التأريخ علماً مستقلاً له أدواته الخاصة ومناهجه النقدية المتميزة.والكاتب يسلك في تأريخه مسلك السرد المتصل للأحداث والوقائع، مدعوما بالروايات وموثقا بالمراجع والمصادر، حيث اعتمد على عشرات المراجع للمتقدمين والمعاصرين، وهو يستخدم الأسلوب العصري في الوصف أحيانا مثل الكلام على مسؤول الدولة والانشقاقات والمعاهدات ونحو ذلك، كما أنه لا يكتفي بالسرد التاريخي وإنما يجتهد في التفسير والتحليل وأخذ الدروس والعبر وربط الأحداث التاريخية بواقعنا المعاصر، ثم إن الكتاب يظهر فيه النفس الإسلامي الأصيل والهوية الناصعة التي تعطي أعلام الصدر الأول قدرهم وتدحض الشبهات الواردة على سيرتهم الطاهرة العطرة.وقد يؤخذ على الكاتب عدم وضع خاتمة لكتابه، ولا خلاصة تتضمن أهم الدروس أو النتائج في ختام كل فصل أو في نهاية كتابه، كما أن الكتاب يفتقر إلى فهرس للموضوعات"