هو كتاب فقه على المذهب الحنبلي. شرح فيه المؤلف المتن المختصر المسمى بـ"منتهى الإرادات" للشيخ محمد بن أحمد الفتوحي المعروف بابن النجار (ت٩٧٢ه)، واسم كتابه كاملا "منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات"، والذي جمع بين "المقنع" لابن قدامة (ت٦٢٠ه)، وبين كتاب "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" للمرداوي (ت٨٨٥ه)، مع ضم بعض الفوائد والزيادات، مبينا القول الصحيح والراجح والمعمول به في المذهب. يقول ابن النجار عن كتابه "منتهى الإرادات": "استخرت الله تعالى أن أجمع مسائلهما -أي المقنع لابن قدامة والتنقيح للمرداوي- في واحد، مع ضم ما تيسر عقله من الفوائد الشوارد، ولا أحذف منهما إلا المستغنى عنه والمرجوح وما بني عليه، ولا أذكر قولا غير ما قدم أو صحح في التنقيح إلا إذا كان عليه العمل أو أشهر أو قوي الخلاف، فربما أشير إليه، وحيث قلت: قيل وقيل -ويندر ذلك -: فلعدم الوقوف على تصحيح، وإن كانا لواحد فلإطلاق احتماليه. وسميته: منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات." ثم شرحه ابن النجار نفسه في كتاب "معونة أولي النهى شرح المنتهى". وجاء البهوتي فشرح "منتهى الإرادات" في كتابه، وهو شرح مختصر، لخصه من شرح ابن النجار، فاشتمل الكتاب على جهود ابن قدامة والمرداوي وابن النجار والبهوتي في تحرير المذهب، وتنقيح الأقوال فيه، وبيان القول الراجح والصحيح عند الحنابلة. ومن ثم تأتي أهمية هذا الكتاب أنه جاء في قمة كتب الحنابلة المعتمدة في القضاء والفتوى والدراسة والتدريس؛ فلقي القبول عند العلماء وانتشر بينهم. وعن سبب تصنيفه لهذا الشرح يقول البهوتي في مقدمة كتابه عن "منتهى الإرادات": "فأطال في بعض المواضع، وترك أخرى بلا دليل ولا تعليل. وسألني بعض الفضلاء أن أشرحه شرحا مختصرا، يسهُل قراءته، فأجبته لذلك، مع اعترافي بالقصور عن رتبة الخوض في هذه المسالك، ولخصته من شرح مؤلفه وشرحي على "الإقناع"، وأسأل الله أن يحصل به الانتفاع". ويحتوي الكتاب على كتب الفقه المعروفة وهي: الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والاعتكاف والحج والجهاد والبيع والحجر والشركة والعارية والوقف والوصية والفرائض والعتق والنكاح والصداق والخلع والطلاق والرجعة والإيلاء والظهار واللعان والعدد والرضاع والنفقات والجنايات والديات والحدود والأطعمة والصيد والأيمان والقضاء والفتيا والشهادات والإقرار.