ضوابط للدراسات الفقهية
سلمان العودة
ضوابط للدراسات الفقهية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم يعنى بعلم الفقه، أصوله وقواعده. ألفه الشيخ الأستاذ المفكر الإسلامي سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، وكان من أبرز من أطلق عليهم مشايخ الصحوة في المملكة العربية السعودية. وقد أشار الشيخ في مقدمة الكتاب إلى سبب تأليفه في هذا الموضوع؛ إذ لم يكن الباعث على وضع هذا الكتاب وضع الأصول والقواعد بمعنى "إنشاؤها واختراعها"؛ فهذا ما لا سبيل إليه لمن أراد أن يكون مسلما حقا، فالابتداع في الفروع -فضلا عن القواعد والأصول- ضلال، واستدراك على الشرع، وطعن في المبلغ ﷺ؛ وإنما هو تمحيصها من كتب الأصول والفقه والحديث والعقائد، وجمعها، والتنسيق بينها بطريقة تناسب العصر، وتيسر الأمر؛ إضافة إلى دراسة الأمور التي يكثر فيها النزاع من القواعد والأصول، دراسة صادقة يُتَحرى فيها الصواب -ولا شيء غيره-؛ لتكون نبراسا للباحثين عن الحق، يعصمهم الله بها من التردي في مهاوي الإفراط أو التفريط، وذلك كمسألة "الاجتهاد والتقليد" مثلا. ولعل هذه المحاولة تكون داعية لبعض المخلصين والغيورين أن يتناولوا الموضوع -من جديد- تناولا جادا، يكشف غوامضه، ويجلي خوافيه. وقد قسمت هذه الدراسة إلى: تمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة. ففي التمهيد: تحدث المؤلف عن أهمية الفقه في الدين، وفضله، وأنه شرط رئيس للخيرية والسؤدد في الإسلام -كما نطقت بذلك النصوص-. وفي الباب الأول: حاول المؤلف أن يجري "تقويما" عامّا للمكتبة الإسلامية الفقهية، فتحدث في الفصل الأول عن الكتب الفقهية القديمة، وفي الفصل الثاني عن الكتب الفقهية الحديثة. وفي الباب الثاني: تحدث في فصلين عن الشروط المنهجية في البحث العلمي -أيا كان اختصاصه ومجاله- والمراحل التي يمر بها، ثم عن الصفات العلمية للباحث، سواء الصفات العامة لأي باحث، أو الصفات الخاصة لبحث موضوع بعينه. ولتطبيق هذه الصفات العامة على من يبحث في مجال الفقه وسّع المصنف الكلام على صفات الباحث في الأمور الفقهية، وعلى العلوم التي يحتاج إليها في اختصاصه. وفي الباب الثالث -وهو جوهر الموضوع- اجتهد المؤلف في حصر ما توصل إليه من الضوابط العامة للباحث في الفقه؛ ولذلك جاء هذا الباب طويلا، واحتوى على تسعة فصول، وعناوينها: بين التيسير والتشديد؛ كراهة التنطع والتوسع في افتراض المسائل؛ بين الاجتهاد والتقليد؛ مبحث الخلاف والترجيح؛ حول فقه النوازل؛ عن ألفاظ التحليل والتحريم، والتسرع في إطلاقها؛ عن التربية والعبادة والبناء الخلقي؛ الأدلة الشرعية، وترتيبها، وكيفية إعمالها؛ كلمة في المراجع؛ ثم ختم البحث بخاتمة سجل فيها أهم ما مر في البحث من النتائج، وأتبع ذلك بذكر المصادر والمراجع التي استفاد منها في البحث. ويتسم أسلوب الشيخ حفظه الله بالسلاسة والوضوح، وهو كالسهل الممتنع كما هو معروف عنه. كما أن حس الشيخ الدعوي بارز في كتاباته، فهو يكتب للتطبيق والعمل ونشر الوعي وتصحيح المفاهيم، لا للبحث النظري المجرد.