يصنف هذا الكتاب ضمن مصنفات الفقه الحنفي المختصرة. وهو يجمع في حقيقته متنا وشرحا كلاهما للمؤلف نفسه. وقد عرض للمؤلف ما عطله عن بداية كتابة المتن، وهو ما أصابه من مرض الطاعون عام الوباء الأكبر وهو سنة ٨٧٢ه، فعزم إذا شفاه الله أن يكتب هذا المتن، وقد حدث بفضل الله. وكان السبب الداعي إلى تصنيف المتن لغرض الاختصار، لذا فإنه يعد من الكتب صغيرة الحجم على كثرة موضوعاته في الفقه الحنفي؛ فالمتن والشرح مطبوعان في جزأين، وهذا يعد نسبيا صغير الحجم مقارنة بكتب الحنفية المعهودة الموسعة، وجاء ذلك على حساب الاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة والآثار. ولقد كان يهدف المصنف إلى تأليف متن متين، مرتِّبا فيه المسائل الفقهية اتباعا للمذهب، مكتفيا فيه بالرأي الصحيح عنده دون غيره من الروايات الضعيفة التي وقعت في غيره من المتون، وذلك بلغة فصيحة وأسلوب وجيز. ومما يدل على أهمية الكتاب الحواشي الكثيرة التي وضعت عليه؛ منها حاشية حسن بن عمار الشرنبلالي (١٠٦٩هـ) , وقد نظم الدرر سليمان بن ولي الأنقروي في ألفي بيت وترجمه إلى التركية واختصره أخي زاده. والكتاب معتمد عند الحنفية. وعن أسلوبه فيه يقول المصنف: "هو متن حاو للفوائد، وخاو عن الزوائد، مراعى فيه ترتيب كتب الفقه على النمط الأحرى والوجه الأحسن". وقد انتهج المصنف منهجا وصفيا، فهو يبدأ المتن عادة بالمعنى اللغوي، ثم الاستخدام الشرعي، ثم الصحيح المختار في المذهب دون ذكر للأدلة. أما الشرح ففيه تعليق على عبارات المتن وضرب للأمثلة وتعليلات الكاتب لاختياراته الفقهية مما يوضح عباراته الواردة في المتن. ويحتوي الكتاب على جملة من الكتب الفقهية المعروفة وهي: كتاب الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والأضحية، والصيد، والذبائح، والجهاد، وإحياء الموات، والكراهية والاستحسان، والنكاح، والرضاع، وينتهي الجزء الأول بكتاب الطلاق. ويبدأ الجزء الثاني بكتاب العتاق، ثم الكتابة، والولاء، والأيمان، والحدود، والسرقة، والأشربة، والجنايات، والديات، والمعاقل، والآبق، والمفقود، واللقيط، واللقطة، والوقف، والبيوع، والشفعة، والهبة، والإجارة، والعارية، والوديعة، والرهن، والغصب، والإكراه، والحجر، والمأذون، والوكالة، والكفالة، والحوالة، والمضاربة، والشركة، والمزارعة، والمساقاة، والدعوى، والإقرار، والشهادات، والصلح، والقضاء، والقسمة، وأخيرا كتاب الوصايا. ومما يؤخذ على خدمة الكتاب كونه غير محقق. وبهامشه حاشية ابن عابدين. وليس المتن مستقلا عن الشرح بل عبارات المتن واردة بين قوسين عند شرحها من قبل المؤلف نفسه.