هذا الكتاب القيم من تأليف الشيخ الدكتور سعيد ناصر الغامدي الخطيب والداعية السعودي المشهور والأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد بقسم الشريعة وأصول الدين. ويعد هذا الكتاب من الكتب الهامة التي تتحدث عن مفهوم البدعة في الإسلام وأحكامها، حيث يتناول المؤلف فيه تعريف البدعة وأنواعها وأحكامها الشرعية والفقهية، بالإضافة إلى بيان ضرورة الحذر من البدع والابتعاد عنها. ومن الأسباب الرئيسة التي دفعت الشيخ لاختيار هذ ا الموضوع هو الخطورة الحقيقية للبدع وتفشيها في الاعتقاد والعمل، بالإضافة إلى التباين الكبير في وجهات النظر حول البدع وأحكامها بين العلماء والطلبة، وأيضا عدم وضوح المفهوم التأصيلي للبدعة وأقسامها. فإن الشيخ رأى الناس بعامة وطلبة العلم بخاصة في مسألة البدع على طرفي نقيض، فهذا متساهل ما استحسنه من المحدثات يجوز عمله، وإن لم يكن له أصل في الدين، يتهاون في شأن البدعة والمبتدعة، ولا يرى منها أي خطورة تذكر ولا أي عيب يشينه، بل ربما رأى الكلام عن خطورة البدع وأهلها من ترف العلم؛ وذاك متشدد يحكم على كل ما لم يألفه أو يوافق مسلكه بالابتداع، حتى لربما أدخل في البدع بعض المعاصي والمخالفات الشرعية التي لا يطلق عليها بدع من الجهة الشرعية، وربما أدخل في البدع الشرعية بعض المبتكرات العلمية والاكتشافات التجريبية، وبالتالي يغالي في الحكم على المبتدعة ويتجاوز الحدود الشرعية في شأنهم من حيث بغضهم والتحذير منهم أو موالاتهم أو معاونتهم على الكافر، ونحو ذلك من العلاقات؛ وربما بلغ الغلو في شأن البدعة والمبتدعة نسيان أهل الكفر الصراح وعدم الالتفات إلى خطورتهم وأساليبهم الماكرة؛ والحق بين طرفي الإفراط والتفريط.ويتكون الكتاب من مقدمة ومدخل وثلاث أبواب وخاتمة. والمدخل مقسم إلى خمسة عناصر، وهي: شروط العمل المقبول، والاعتصام بالسنة، وذم البدع، ولمحة تاريخية لظهور البدع في الأمة الإسلامية، وأسبابا ذلك وموقف السلف منها، وأخيرا نبذة موجزة لبعض المؤلفات في البدعة، ودراسة موجزة لأهمها. أما الباب الأول فهو في تعريف البدعة ومفهومها عند أهل السنة وغيرهم وتحته ثلاثة فصول، والباب الثاني في أقسام البدعة وتحته خمس فصول، والباب الثالث في حكم البدعة والمبتدع وتحته أربعة فصول، وأخيرا الخاتمة، وفيها عرض موجز للبدع في العصر الحاضر ووسائل تغييرها، ونتائج البحث.