حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة
محمد عبد الهادي المصري
حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة
نبذة عن الكتاب

رسالة ألفها المصنف للمسلمين بعامة ولفصائل الصحوة المباركة بخاصة، جمع فيها من تراث السلف الكرام ما تفرق في كتبهم من تعريفات وتحليلات حول هذه القضية الهامة "قضية حقيقة الإيمان" وهي القضية التي حدث فيها أول خلاف نشأ في الإسلام، وتعددت حولها الفرق بين غالٍ استحل دماء المسلمين وأموالهم، وجافٍ أسقط كل التكاليف وجعلها قولا لا حقيقة له. وحيث إن هذه القضية لا زالت ترمي بظلالها حتى وقتنا الحالي؛ فكان تحرير مذهب السلف من الأهمية بمكان، حتى تسير الصحوة على هدي السلف الكرام، لا سيما وأن الخلل في ضبط هذه القضية لبّس على كثير من تيارات الصحوة الأمور، وجعل مواقفهم مضطربة تجاه ما يحدث في بلاد المسلمين. وتلقي الرسالة في الوقت نفسه بعض الضوء على الأفكار الأساسية التي تدور حولها نظرة الفرق المخالفة في "حقيقة" الإيمان، وما ينبني على هذه النظرة من مواقف فكرية وعملية، كما يعرج المصنِّف على الأفكار المختلفة المطروحة في الساحة الإسلامية اليوم حول نفس القضية "حقيقة" الإيمان، ومدى أصالة هذه الأفكار، ومدى الخلل في بعضها، ومنشأ هذا الخلل، وذلك من خلال عرضها على مفاهيم السلف والأئمة، وكشف مدى قرب هذه الأفكار أو بعدها عن هذه المفاهيم.ولقد قسّم المصنف الرسالة إلى مقدمة وخمسة عشر فصلا وخاتمة.تناول في المقدمة الباعث له على التأليف وإلى من توجه هذه الرسالة، كما عرض لخطة البحث ومضمونها اختصارا.وفي الأحد عشر فصلا الأول، تناول مسائل حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة؛ أفرد لكل مسألة منها فصلا. فتناول في الفصل الأول تعريف الإيمان لغة وشرعا والفرق بينه وبين التصديق، وذلك بعد أن أصّل لمنهج أهل السنة في فهم معاني الألفاظ الشرعية، وأن النبي ﷺ بلّغ معانيها كما بلغ ألفاظها بلاغا مبينا.وفي الفصل الثاني تناول عناصر الإيمان (قول القلب واللسان وعمل الجوارح)، وأوضح أن مرد هذه العناصر على ركنين أساسين؛ قول واعتقاد، وعمل وانقياد؛ حولهما تدور تعريفات السلف. وأوضح كيف أن الخلل في أحد هذين الركنين ينقض حقيقة الإيمان، وذكر على ذلك أمثلة من الكتاب والسنة كاليهود والنصارى والمشركين وفرعون وإبليس والمنافقين وغيرهم. وأوضح الآثار الخطيرة لاختلاط هذه القضية في أذهان كثير من المنتسبين لدين الله.وفي الفصل الثالث تناول زيادة الإيمان ونقصانه، وحشد فيها الكثير من النصوص والآثار، وأوضح أن الزيادة والنقصان تشمل جميع عناصر الإيمان.وفي الفصل الرابع تناول درجات الإيمان؛ أصله وكماله الواجب وكماله المستحب، وهي مراتب الإسلام والإيمان والإحسان، تحدث عن حقيقة كل مرتبة، ومواردها في النصوص الشرعية، وآثارها في الدنيا من أسماء وفي الآخرة من أحكام.وفي الفصلين الخامس والسادس تناول في المقابل أنواع ودركات الكفر؛ الأكبر والأصغر، فأوضح أنواع الكفر الأكبر تبعا لتخلف أحد عناصر الإيمان وكذا الباعث عليه، وأتى بالعديد من الأمثلة من الكتاب والسنة وآثار السلف.وفي الفصل السابع تناول قاعدة من أجل قواعد أهل السنة والجماعة في قضية الإيمان وهي قاعدة ارتباط الظاهر بالباطن، والعلاقة المتبادلة بينهما، وأثر ذلك على الأسماء والأحكام، وما يستثنى من ذلك كما في حالة الإكراه والنفاق.وفي الفصل الثامن أفاض في الحديث عن النفاق؛ حقيقته وأصناف المنافقين والأمثلة التي ضربت لهم في النصوص الشرعية، وما يتعلق بهم من أحكام.وفي الفصل التاسع تحدث عن المعاصي وأنواعها بدءا من الكفر مرورا بالكبائر والصغائر، وأثر كل منها على حقيقة الإيمان، وتحدث أيضا عن المكفرات والأسباب التي تسقط العقوبة عن عصاة الموحدين.وفي الفصل العاشر تناول الإيمان والإسلام؛ الفرق بينهما ومدلولهما عند الاجتماع والافتراق. كما عرّج على بعض الاستعمالات الأخرى للفظة الإيمان.وأما الفصل الحادي عشر فأفرده لمسألة الاستثناء في الإيمان، وهي قول الرجل أنا مؤمن إن شاء الله، وذكر الأقوال الثلاثة فيها، ومأخذ كل منها والرأي الراجح منها.ثم تناول في الثلاثة فصول التالية لها حقيقة الإيمان عند كل من الحنفية والمرجئة والخوارج، والتي تدور حول تعريفاتهم المختلفة لحقيقة الإيمان، وما ينبني على هذه التعريفات من قضايا، ومدى اتفاق هذه وتلك مع ما ذهب إليه جمهور السلف والأئمة.وفي الفصل الخامس عشر والأخير عقد دراسة مقارنة تلخص بشكل مركز حقيقة الإيمان ولوازمها عند أهل السنة - وعدّ الحنفية طائفة منهم - والمرجئة والخوارج.وفي الخاتمة استعرض نتائج البحث ورفع صورة إجمالية عن الواقع الإسلامي بالنسبة لقضية الإيمان وأثر ذلك في مواقفهم وتصوراتهم.ويمتاز الكتاب بسهولة العبارة وبحسن الترتيب والتقسيم، حيث يظهر التسلسل الموضوعي بين فصول الكتاب والترابط المنهجي؛ حيث يبتني حديثه في كل فصل على الفصول السابقة له، كما أنه يربط بين عناصر الإيمان ودرجاته وزيادته ونقصانه، وكذا بين عناصر الإيمان وبين الكفر والنفاق بأنواعهما، مما يرسخ فهم القضية وحقيقتها وتتسق النصوص كلها دون غلو أو تفريط. وهو كثيرا ما ينقل عن ابن تيمية من كتابيه الإيمان والإيمان الأوسط، ولا غرو فلا خلاف في ضبط ابن تيمية المحكم لهذه القضية، وبراعته في تحليل شبهات المخالفين وموارد زللهم في هذه القضية والرد عليهم بالنقل والعقل.وفي الهوامش بعض التعقيبات والتوضيحات الهامة، وكذا يذكر فيها العزو للنقول والآثار، أما الأحاديث فهو ينقل تحقيق العلماء المعروفين له بالتصحيح أو التضعيف إلا أن يكون من رواية الصحيحين أو أحدهما.والكتاب مناسب لطالب العلم المبتدئ حتى يحكم مثل هذه القضية الهامة، قبل أن يتبحر فيها من كتب السلف.