حق التلاوة
حسني عثمان
حق التلاوة
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف العالم الفاضل الداعية الأديب المؤرخ حسني شيخ عثمان، وهو كتاب منهجي تطبيقي يعتمد أصول تدريس التجويد في تعلم تلاوة القرآن وتعليمه على رواية حفص عن عاصم، وبحاشية الكتاب القواعد التي يخالف فيها حفص كل من الرواة قالون وورش والدوري. وقد ألف الشيخ هذا الكتاب لما وجده من انحسار مصادر ذلك العلم، إذ كانت مقتصرة في الماضي على المدارس الشرعية والكتاتيب وكانوا يرون ضرورة تعلم الطفل للتجويد والعمل به مع درجه في تعلم القراءة والكتابة. فكان المنهج المقرر لعلم التجويد يلقن للتلاميذ بترتيب استقر على نحو لا يكاد يتغير، غير أن تلك المنهجية القديمة وإن كانت فعالة إلا أن الحال تغير، فقد انحسر التعليم الشعري وتقلصت عدد ساعاته في المدارس الرسمية في كثير من بلاد المسلمين، وتخرجت أجيال من شباب المسلمين يشعرون بضرورة تعلم الكثير من العلوم الشرعية؛ ولجأ من يريد أن يجود قراءته لكتاب ربه إلى رسائل علم التجويد مما هو متوفر في المكتبات. وإن كان الأنفع هو تلقي هذا العلم من قارئ تلقى القراءة بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء استعان طالب العلم برسالة من رسائل التجويد أو كتاب من كتب العلم أم لم يستعن. ولهذا السبب فقد ألف الشيخ هذا الكتاب بطريقة منهجية تعليمية هادفة، مقدما المعلومات التي يمكن أن يتعلمها المتعلم عن طريق المطالعة والتفكر، كأحكام الوقف والابتداء، ومرتبا أحكام التجويد بالبدء بما يسهل على القارئ تفهمه دون مشافهة، والتدرج من الأسهل للأسهل، وتأخير ما يتطلب التلقي بالمشافهة، وذلك لاختصار الوقت والجهد على المتعلم والمعلم. ويتألف الكتاب من متن وحاشية، وقسم المادة الأساسية إلى سبع عشرة وحدة درسية، عرضها مع حواشيها وما يليها من لواحق، في مدخل وأربعة أبواب وخاتمة، كما ألحق بالمقدمة فصلا في أصول تدريس تجويد القرآن. وعنوان المدخل "في الترتيل والتجويد" وهو الوحدة الأولى، وذكر فيه معلومات عامة حول علم الترتيل أو التجويد تشكل شرح مفهومه وتعريفه وغايته والتعريف باللحن الجلي والخفي، ومفهوم الحركات الثلاث وكيفية نطقها ومراتب التلاوة والاستعاذة والبسملة؛ وجاء الباب الأول بعنوان "معرفة الوقوف"؛ أما الباب الثاني وهو "تجويد الحروف" فقد قسم إلى ثلاث عشرة وحدة درسية مستقلة؛ ثم يأتي الباب الثالث بعنوان "مخارج الحروف" وقد أخره المؤلف وأخرجه عن الوحدات الدرسية السبع عشرة الأساسية التي تشكل مادة علم التجويد لأنه يتم بالوحدات السابقة لهذا الباب فرض العين والتكليف على كل مسلم عند تلاوة القرآن وقد لا يتوجب على من جود قراءته معرفة العلم بمخارج الحروف؛ والباب الرابع يتضمن فصلا عن تاريخ المصحف الإمام، وفصلا عن القواعد الست للرسم في مصحف الإمام، وفيها تلخيص يزيل اللبس والغموض ويعرف تعريفا وافيا سهل المأخذ بتاريخ جمع القرآن وكتابته ورسمه؛ أما الخاتمة فكانت فصلا في آداب التلاوة القلبية والظاهرية. وقد التزم المؤلف في منهجيته بتقسيم مادة التجويد التطبيقية الأساسية إلى وحدات درسية متعادلة ومتقاربة في زمن التعليم والتدريب، وتقديم الوحدات الدرسية السهلة على ما هي أصعب منها، وتقديم الوحدات الدرسية المعتمدة على أحكام معروفة لدى المتعلم العصري عن الوحدات الدرسية التي لا تتوقع معرفتها لديه، إضافة إلى اختصار متن المثال، وتسهيل عبارته بحيث تناسب فهم المعاصرين، وتحاشي الإكثار من أسماء الأحكام وتفريعها مما لا يسهم بالأداء التطبيقي مباشرة، أيضا استعمال الأساليب التوضيحية المعينة، كالكتابة العروضية التي تطابق صوت اللفظ والرسوم الفنية والعلمية الموضحة لمخارج الحروف وصفتها، وتفصيل ما يلزم تفصيله من رواية حفص، مع بيان أي مخالفة لها في أصول قراءة نافع من رواية قالون أو رواية ورش أو رواية الدوري.