حاشية الدسوقي على الشرح الكبير
الدسوقي
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب حاشية مشهورة على كتاب الشرح الكبير على مختصر خليل لأحمد الدردير (ت١٢٠١ه) في فروع مذهب الإمام مالك رحمه الله. يقول الدسوقي عن حاشيته في مقدمتها: "هذه تقييدات على شرح شيخنا العلامة مفيد الطالبين ومربي المريدين المرحوم الشيخ أحمد الدردير العدوي لمختصر العلامة أبي الضياء خليل بن إسحاق الذي ألفه في الفقه على مذهب إمام الأئمة ونجم السنة الإمام مالك بن أنس". وكان الدافع الأساس وراء إخراج هذه الحاشية هو رغبة الدسوقي في توضيح مشكل شرح الدردير، وذلك بإيراد مزيد من الآراء التي جاد بها أصحاب المذهب المالكي. وتأتي أهمية هذه الحاشية أولا من أهمية متعلَّقها؛ فهي حاشية على الشرح الكبير على مختصر خليل الذي يعد من أمهات كتب المذهب لشهرته حتى صار المعتمد فيه في القرون المتأخرة. ثم إن الكثيرين أثنوا على حاشية الدسوقي، ومما جاء في الثناء على الدسوقي وحاشيته قول صاحب شجرة النور الزكية: "له تآليف رُزق فيها القبول، واضحة العبارة بألطف إشارة سهلة المأخذ ملتزمة بتوضيح المشكل"، و قول صاحب الفكر السامي: "…ذو الحواشي البديعة الفصيحة على الدردير شرح المختصر". ومما يدل على أهمية هذه الحاشية اعتناء أهل العلم بها؛ فقد اعتمدها تلميذ الدسوقي العلامة أبو العباس أحمد الصاوي (ت١٢٤١هـ) في كتابه "بلغة السالك لأقرب المسالك" المعروف بـ"حاشية الصاوي على الشرح الصغير للدردير" وأبو عبد الله محمد عليش (ت١٢٩٩هـ) في شرحه على المختصر المسمى منح الجليل، وقام باختصارها الشيخ محمد يحيى بن سليمة اليونسي (ت١٣٥٤هـ). وقد استهل الدسوقي هذه التقييدات بذكره المصادر التي اعتمدها والرموز الدالة عليها، حيث رمز لأبي الحسن علي بن أحمد الصعيدي العدوي محشي الخرشي بـ(شيخنا)، والشيخ إبراهيم الشبرخيتي بـ(شب)، والعلامة عيسى محمد الخرشي بـ(خش)، والعلامة محمد الأميربـ(مج)، ثم شرع في شرح مقدمة الشارح كلمة كلمة فأفاض فيها واستفاض، ثم انتقل إلى أبواب الكتاب بفصوله فبدأ بباب الطهارة وانتهى إلى باب الفرائض على ذات ترتيب الأصل وهو: الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والاعتكاف والحج والأيمان والجهاد وخصائص النبي والنكاح والخلع والطلاق والإيلاء والظهار واللعان والعدة والبيوع والسلم والقرض والرهن والدَّيْن والشفعة والإجارة واللقطة والشهادة والحدود والمكاتب والوصية والفرائض. وقد قام بذكر آراء العلماء في أي مسألة من المسائل ورجّح بين الأقوال، كما استدل بالأحاديث النبوية في كل باب، كل ذلك بأسلوب تقريري خالٍ من التكلف. وقد صدرت أول طبعة من حاشية الدسوقي على الشرح الكبير في أربعة أجزاء، سنة١٢٨٢هـ بمطبعة بولاق، بمصر، وأعيد طبعها مع تقريرات للشيخ محمد عليش -صاحب كتاب "منح الجليل شرح على مختصر سيدي خليل"- في أربعة أجزاء كذلك بمطبعة التقدم العلمية سنة ١٣٢٨هـ..