كتاب "الروض المربع شرح زاد المستقنع" هو شرح لطيف لكتاب "زاد المستقنع في اختصار المقنع" للإمام الحجاوي (ت٩٦٨ه)، الذي هو بدوره اختصار لكتاب "المقنع" لموفق الدين ابن قدامة (ت٦٢٠ه). ويعد كتاب "الروض المربع" من أمهات كتب الحنابلة التي يُعتمد عليها في القضاء والتعليم. ويهدف الشرح إلى حل ألفاظ زاد المستقنع، وتحرير عبارته وجمع أدلته؛ فكان خير زاد للطلاب. ومن أهميته أنه قد عنيت به دور العلم وحلقات الدرس منذ تأليفه وحتى الوقت المعاصر، وكان ضمن الكتب المقررة في التدريس كما في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي اعتمدته كمقرر لمادة الفقه في كليات الشريعة التابعة لها، كما أنه من الكتب المعتمدة في المذهب حيث إنه حوى خلاصة علم ابن قدامة والحجاوي والبهوتي على أصول الإمام أحمد بن حنبل؛ فكتاب بهذا الإسناد العالي المتصل أكسبه مكانة كبيرة عند أرباب الفن وطلبته. وقد امتدحه الأئمة، منهم العلامة المرداوي في مقدمة (الإنصاف) قال: "إنه من أعظم الكتب نفعا، وأكثرها جمعا". وكان المشايخ يقرؤونه لمن ارتقى عن درجة المبتدئين، بعد إقراء: "العمدة" له. ويقول الشيخ عبدالله العنقري في حاشيته على الروض المربع واصفا زاد المستقنع وشرحه الروض المربع: "وصار غالب اشتغال الطلبة في هذا الزمان بزاد المستقنع للحجاوي، وشرحه للشيخ منصور البهوتي"، ويقول الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في حاشيته على الروض المربع واصفا زاد المستقنع وشرحه الروض المربع: "ورغب فيهما طلاب العلم غاية الرغب، واجتهدوا في الأخذ بهما أشد اجتهاد وطلب؛ لكونهما مختصرين لطيفين، ومنتخبين شريفين، حاويين جلّ المهمات، فائقين أكثر المختصرات والمطولات، بحيث إنه يحصل منهما الحظ للمبتدي والفصل للمنتهي. وكان من أسلوب المصنف أنه جاء بفك العبارة، وذكر الدليل، وسبك الشرح بالمتن حتى صارا كمتن واحد. ولهذا صوّب العلماء جهودهم على هذا الشرح المبارك بالحواشي والتعليقات. وقد بيَّن البهوتي المعاني اللغوية والشرعية لأبواب الكتاب، ويورد البهوتي عبارة الزاد، ويعقب كل كلمة منها بشرح أو تعليق أو تقييد أو شروط أو تعليل أو دليل أو تقعيد. وقد شرح البهوتي كثيرا من الكلمات الغريبة معتمدا في ذلك على المصادر اللغوية المشهورة كالصحاح والقاموس وغيرهما. وقد اقتصر المصنف على قول واحد، لم يتعرض للخلاف طلبا للاختصار. كما استدرك كثيرا من المسائل والفوائد التي أغفلها صاحب المتن، مما جعل الكتاب موسوعة فقهية حتى لا يكاد الباحث يبحث عن مسألة فقهية إلا ويجدها في ثنايا الكتاب. ولم يغير المصنف تبعا لصاحب المتن ترتيب المحتوى الذي رتبه ابن قدامه لأبواب الكتاب، والذي بدأه بكتاب الطهارة وختمه بكتاب الإقرار. ويمتاز الكتاب بسلاسة الأسلوب وسهولة العبارة ووضوح المعنى وكثرة المسائل المقرونة بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وكثرة القواعد الفقهية والتعليلات الشرعية