حاشية الصاوي على الشرح الصغير (بلغة السالك لأقرب المسالك)
الصاوي
حاشية الصاوي على الشرح الصغير (بلغة السالك لأقرب المسالك)
نبذة عن الكتاب

هذا كتاب لمتأخري متأخري المالكية في مصر، فمؤلفه هو أبو العباس أحمد بن محمد الصاوي الذي كتب حاشية على: (أقرب المسالك)، و(الشرح الصغير) عليه، والكتابان المحشى عليهما كلاهما للعلامة أبي البركات أحمد بن محمد بن أحمد المالكي الأزهري الدردير (ت١٢٠١هـ)، وهو الذي أطلق عليه الصاوي مالكا الصغير، لبراعته في الفقه المالكي، ونهوضه به في وقته. وقد ألف الشيخ الصاوي حاشيته هذه بناء على طلب من لا يستطيع رد طلبه وهو الشيخ صالح السباعي، كما قال في مقدمته. وأبان عن هدفه قائلا: " لينتفع بها إن شاء الله تعالى أمثالي من القاصرين"، وهذا من تواضعه رحمه الله وإلا فمبلغه في العلم عال. ويقصد بالانتفاع طلاب العلم في المذهب. ومن أسلوبه في حاشيته قوله بعد إيراد نص أقرب المسالك: "حاصل ما قاله المصنف والشارح"، ثم يسوق المسألة، مستدلا لها وفاقا أو اعتراضا بأقوال أعلام المذهب المالكي المتقدمين، كابن القاسم وأشهب وابن رشد وغيرهم على امتداد خط المذهب المالكي. وإذا ساق الأقوال في المسألة يختمها أحيانا بقوله: "وحاصل الفقه أن…"، فيذكر صور المسألة، وإذا احتاجت المسألة زيادة تنبيه، عقده في آخر المسألة، ليستجمع بها جوانبها ويحررها، فيعترض وينتصر ويقوي ما ظهر له موافقا لأصول المذهب وقواعده. وأسلوب الشيخ في كتابه سهل غير عسير، وواضح غير غامض، وألفاظه ليست وحشية يصعب فهمها. وربما احتاجت المسألة إلى مناقشة ومباحث أصولية، فيعرض لها بنفس قوي، وأسلوب سلس سهل، وربما كان لفظ المتن (أقرب المسالك) مطلقا فيقيده، أو غامضا فيشرحه، أو عاما فيخصصه، أو مبهما فيبينه، أو موهما فيقوِّمه، أو مشكلا فيوضحه. وفي الكتاب بعض الاستدلالات بنصوص من القرآن والسنة، وهي ليست بالكثيرة، لكن باعتبار الكتاب حاشية فهي كافية؛ لأن مبنى الحواشي الاختصار والإيجاز قدر الإمكان. وقد جاء المحتوى على جميع أبواب المختصر، مبتدئا بأبواب الطهارة، ومنتهيا بأبواب الفرائض، على ذات ترتيب الأصل وهو: الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والاعتكاف والحج والأيمان والجهاد وخصائص النبي والنكاح والخلع والطلاق والإيلاء والظهار واللعان والعدة والبيوع والسلم والقرض والرهن والدَّيْن والشفعة والإجارة واللقطة والشهادة والحدود والمكاتب والوصية والفرائض. وقد اعتمد رحمه الله في تحرير مادة كتابه على من تقدمه من مشايخ المذهب المالكي، كالعلامة الدسوقي في حاشيته على مختصر خليل، وأبي محمد الأمير في مجموعه، وأبي الحسن الصعيدي في حاشيته على شرح الخرشي لمختصر خليل، والشيخ بناني والرماصي وغيرهم. ثم إنه سلك في ذكر الأعلام الذين ينقل عنهم منهجين: فمنهم من يصرح باسمه كاملا وبعضهم يشير إليه بصورة بعض حروف اسمه، منهم: الشيخ بناني يشير إليه بصورة "بن"، والشيخ مصطفى الرماصي بصورة "ر"، والشيخ محمد الحطاب بـ"ح"، والشيخ عبد الباقي بـ"عب"، والعلامة إبراهيم الشبرخيتي بـ"شب"، وهذا كله للاختصار، وتقريب الصورة إلى ذهن الطالب المبتدئ. وأما من لم يكثر النقل عنهم، فإنه يذكرهم بأسمائهم كما نبه على ذلك في المقدمة.