إعجاز القرآن
الباقلاني
إعجاز القرآن
نبذة عن الكتاب

من أول ما صنف كتابا برأسه بهذا العنوان، لذا فهو يعد عمدة في هذا الباب. وقد صنفه الباقلاني إجابة لمن أراد جملة من القول جامعة تسقط الشبهات وتريل الشكوك التي تعرض للجهال من الطعن في وجه المعجزة. ومن ثم رد المصنف في هذا الكتاب على الطاعنين في إعجاز القرآن، ثم أفاض في أوجه إعجاز القرآن. وقد كتب الباقلاني هذا الكتاب بعد رسائل الرماني والخطابي والجرجاني في هذا الباب. ويقول المصنف متحدثا عما دعاه للتصنيف في هذا الباب: "ومن أهم ما يجب على أهل الدين كشفه وأولى ما يلزم بحثه ما كان لأصل دينهم قواما ولقاعدة توحيدهم عمادا ونظاما على صدق نبيهم برهانا ولمعجزته ثبتا وحجة". ويصف الباقلاني فحوى كتابه على نحو مجمل بقوله: "ونصف ما يجب وصفه من القول في تنزيل متصرفات الخطاب، وترتيب وجوه الكلام، وما تختلف فيه طرق البلاغة.." فهو يقرر في قضية السجع على سبيل المثال أن المعنى القرآني هو الأصل واللفظ المسجوع أو غيره تابع له، أما في كلام غيره فإنه يضطر في سبيل الحفاظ على السجع أن يكون المعنى تابعا للفظ في مواطن من الكلام. أما عن الهدف من كتابه فقال عنه: "ليعرف عظيم محل القرآن، وليعلم ارتفاعه عن مواقع هذه الوجوه، وتجاوزه الحد الذي يصح أو يجوز أن يوازن بينه وبينها". وقد تناول المؤلف في موضوعات كتابه ثلاثة أوجه لإعجاز القرآن نقلها عن الأشاعرة، وهي: تضمن القرآن الإخبار عن الغيب، وإتيان القرآن بجمل ما حدث منذ بدء الخليقة، وبديع نظم القرآن وعجيب تأليفه وتناهيه في البلاغة. وقد فصل في هذا الوجه الثالث عشرة معان، وهي: ما يرجع إلى جملة القرآن، وكون كلام العرب غير مشتمل على فصاحة القرآن وغرابته، وعدم التفاوت والتباين في عجيب نظم القرآن وبديع تأليفه، وكون كلام الفصحاء يختلف في ذلك، وكون نظم القرآن من حيث البلاغة خارجا عن عادة كلام الثقلين، واشتمال القرآن على جميع أنواع الخطاب عند العرب مع تجاوزه حدود المعتاد بينهم والتفصيل في ذكر أساليب الشعر والنثر والخطب، واشتمال القرآن على ما يمتنع على البشر من المعاني، وكون الكلمة من القرآن يتمثل بها خاصة في تضاعيف كلام كثير، ومعاني الحروف المقطعة في بداية بعض السور، وأخيرا سهولة سبل القرآن وخروجه عن الوحشي المستكره والغريب المستنكر. كما ذكر الباقلاني صورا من البديع مع ذكر شواهد لها من القرآن وكلام البلغاء كالاستعارة والتشبيه والجناس والمطابقة والاستطراد والتكرار وغيرها.. ويميز الكتاب عامة كثرة الاستشهادات سواء من الآيات أو الأحاديث أو أقوال أهل العلم أو شواهد العرب من شعر ونثر وخطب؛ فالكتاب يعد موسوعة مبوبة لهذه النقول.