يعنى هذا الكتاب بالدعوة الإصلاحية الإسلامية التي سميت بـ "الوهابية" في شبه الجزيرة العربية نسبة إلى الإمام "محمد بن عبد الوهاب"، وقد قصد المؤلف - وهو علم بارز من أعلام الدعوة المعاصرين في الجزيرة - إلى رد الشبهات والافتراءات عن تلك الدعوة الإصلاحية المجيدة، بمنهجية علمية في سرد الحقائق وتدوين التاريخ، ومرجعية شرعية في الحكم تطمئن إليها النفوس، مبينا ترابط الدعوة و"المملكة العربية السعودية"، وكيف تلازمتا في دفع الاتهامات والرد على الشبهات ردا علميا عمليا وشرعيا ومنطقيا وواقعيا، منذ أن ناصر مؤسس الدولة "محمد بن سعود" إمام الدعوة وآزره لإعلاء كلمة الله.وقد ابتدأ المؤلف بالتمهيد حيث ذكر حال نجد (منشأ الدعوة الوهابية) في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى مر الأزمنة والدول، حتى ظهور الدعوة؛ وكذا حال الإمام مؤسس الدعوة وأهم ميزاته وكذلك الأمير مؤسس الدولة. ثم جاء الفصل الأول مبينا حقيقة الحركة الإصلاحية أو ما يسمى الوهابية وبواعثها وما ينفي المزاعم، ثم الفصل الثاني في منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في الدين وما يرد الاتهامات، ثم سرد في الفصل الثالث أهم المزاعم والاتهامات التي أثارها الخصوم ضد الدعوة وإمامها، ثم عرض في الفصل الرابع لشهادات الناس للدعوة قديما وحديثا من العلماء والمفكرين والباحثين العرب والمسلمين وغير المسلمين، وأوضح أن خير حجة للرد على هذه الافتراءات هو آثار الدعوة على مر الأزمان، وهذا ما تناوله الكاتب في فصله الخامس، قبل أن يختتم فصول كتابه بفصل عن شأن المملكة العربية السعودية ككيان قائم احتوى تلك الدعوة المجيدة والتزم بنصرتها، والشبهات التي أثيرت حول المملكة، كما اهتم ببرهنة الحق وكشف الستار عن الاتهامات الكاذبة التي وجهت إليها.ومن أهم ما يميز هذا العمل الاهتمام بالعزو والتوضيح، والتمهيد لكل مدخل، والسعي بقوة إلى إظهار حقيقة هذه الدعوة المجيدة ودحض الاتهامات عنها، بالأدلة العقلية والحسية، والتمييز بين منهج الدعوة ومخالفات بعض أفرادها، وحسن تقسيم الفصول وتفريع المباحث، وكثرة الاستشهاد بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقسيم الكثير من الموضوعات إلى نقاط يسهل استيعابها. لكن يعيب الكاتب الانحياز التام للدعوة والدولة، والتزكية المطلقة لهما بما يتنافى مع ما هو حاصل من وقوع الخلل - قليلا أو كثيرا - في الأوضاع القائمة، بل وذكر بعض السلبيات - كالتزام الدولة بالعهود والمواثيق الدولية - باعتبارها علامة على اعتدالها. وقد جاء الكتاب في طبعته الرسمية المثبتة "مهذبا" فيه بعض الحذف لما كان في الطبعات السابقة.