سمى المصنف كتابه "جمال القراء" لأنه يتألف من فصول في آداب حملة القرآن الكريم إقرارا منه أن الأدب خير ما يتجمل به حامل القرآن. وقد نقل فيه المصنف خلاصة ما تكلم عنه العلماء من المتقدمين من الآداب لحملة القرآن؛ ككتاب التبيان للنووي وكتاب أخلاق حملة القرآن للإمام الآجري. ومما دفع المؤلف إلى تصنيف هذا الكتاب هو ما لاحظه من خطورة ألا يلتزم القارئ بآداب حملة القرآن، فينصرف همه إلى إتمام الحفظ أو إتقان التلاوة فحسب، وربما وقع في مزالق لا تليق بحامل القرآن. ولذلك ينبغي لأهل العلم ولا سيما المهتمين بتعليم القرآن أن يولوا هذه المسألة عناية كبيرة، وأن يجتهدوا في إيجاد الوسائل العلمية والتربوية التي تساعد في تربية قراء القرآن الكريم على آدابه وأخلاقه السامية. ويهدف البحث إلى عرض آداب حملة القرآن وأخلاقهم بأسلوب علمي سهل وواضح مع ربط ذلك بالواقع المعاصر، كما يهدف إلى معالجة الأخطاء العلمية والسلوكية التي يقع فيها بعض القراء، وأخيرا مساعدة المعاهد والمدارس والدور والمؤسسات القرآنية على سد الفراغ الحاصل في هذا الباب من خلال كتابة دراسة محررة وافية فيه. ويقول المصنف عن الشيء الجديد الذي تحاول هذه الدراسة ان تضيفه: "جمع هذه الآداب وتحريرها وعرضها بأسلوب سهل يناسب أهل العصر بحيث تصلح أن تكون مقررا دراسيا في المعاهد والمدارس القرآنية، ومرجعا سهلا يقتنيه أهل القرآن وحفاظه". وقد قسم المصنف بحثه إلى مقدمة عن أهمية الموضوع وأسباب اختياره وأهدافه وخطته، ثم تمهيد عن تعريف آداب حملة القرآن، ثم ستة فصول؛ أولها عن أهمية آداب حملة القرآن وجهود العلماء في بيانها، والثاني عن فضائل القرآن الكريم وحملته، والثالث -وهو بيت القصيد- عن آداب تلاوة القرآن كالطهارة والسواك واستقبال القبلة والاستعاذة والبسملة وسجود التلاوة والتعوذ والتسبيح والسؤال والخشوع والبكاء وتجويد القرآن والتغني به ورفع الصوت به، والرابع عن آداب المصحف كتجزئته وتحزيبه وتعظيمه والنظر فيه وتحليته إضافة إلى بعض المباحث المعاصرة المهمة كآداب التعامل مع المصاحف المسجلة والحاسوبية والتعامل مع المصاحف التالفة أو التي لا ينتفع بها، والخامس عن آداب متعلم القرآن، والسادس عن تدبر القرآن وفهمه. وقد سلك المصنف في هذا البحث المنهج العلمي فوثق النصوص وخرج الأحاديث والآثار، وذكر أحكام الأئمة على ما ليس في الصحيحين منها، وشرح الغامض، وعلق على ما يحتاج إلى تعليق، كما ربط مسائله بالواقع.