هذا الكتاب من تأليف الإمام الحافظ المحدث أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة صاحب التصانيف الكبار، وفي هذا الكتاب جمع المؤلف الأحاديث في الإيمان على أبواب عدة، وهي قرابة المائة وتسعة وثلاثين حديثا، ويبدأ بباب ما ذكر في الإيمان؛ وأحاديث وآثار في تارك الصلاة؛ وأحاديث في شعب الإيمان؛ ثم أحاديث وآثار في نفي الإيمان عن بعض المخالفين؛ وتحت تلك الأبواب يندرج العديد من الأحاديث والآثار، ومنها حديث تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتلقى الله لا تشرك به شيئا، أولا أدلك على..؛ وأربع لن يجد رجل طعم الإيمان حتى يؤمن بهن: لا إله إلا الله وحده، وأني رسول الله بعثني..؛ والذي نفسي بيده، لئن صدق ليدخلن الجنة..؛ إن صدق دخل الجنة..، الإسلام علانية، والإيمان في القلب ثم يشير بيده إلى صدره: التقوى هاهنا؛ لا إيمان لمن لا أمانة له؛ الإيمان يبدأ لمظة بيضاء في القلب، كلما ازداد الإيمان ازدادت بياضا حتى يبيض القلب كله..؛ إن الرجل ليذنب الذنب فينكت في قلبه نكتة سوداء، ثم يذنب الذنب فتنكت أخرى حتى يصير لون قلبه..؛ ما نقصت أمانة عبد قط إلا نقص إيمانه..؛ أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة..؛ لا يغرنكم صلاة امرئ ولا صيامه، من شاء صام، ومن شاء صلى، لا دين لمن لا أمانة..؛ الإيمان يزيد وينقص، فقيل: فما زيادته؟ وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا ربنا وخشيناه فذلك..؛ الإيمان نزه، فمن زنا فارقه الإيمان، فمن لام نفسه وراجع راجعه الإيمان..؛ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا..؛ وغيرها. ونجد أن كل مجموعة أحاديث تدور حول موضوع معين، وقد ينفرد حديث واحد أو أثر واحد في الموضوع أو تكثر عن ذلك. وقد اهتم المؤلف بذكر الأسانيد وعدم تعليق الأحاديث والآثار دون سندها، كما شمل الكتاب أغلب أركان الإيمان دون إطناب، بل كان موجزا. وقد حققه العلامة محمد ناصر الدين الألباني ضمن مجموعة من التحقيقات التي عمل عليها وعزم على نشرها، وأحد تلك الرسائل هو كتاب الإيمان فبذل فيه جهدا طيبا في مقابلة نسخه بالأصول والتعليق عليها تعليقات مختصرة مفيدة وتوضيح بعض الجمل التي قد تخفى على بعض الناس، واعتنى ببيان حال الأحاديث المرفوعة صحة أو ضعفا، وكذلك حال الآثار الموقوفة إذا وجد لها أهمية خاصة، وسند الكتاب إلى المؤلف، بالإضافة إلى فهارس الأحاديث والأقوال المأثورة. وللكتاب عدد من الشروحات القيمة لعدد من الشيوخ الأفاضل، منها شرح الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر، وشرح الشيخ الدكتور هشام الحوسني، وغيرها.