هذا الكتاب هو الخامس من سلسلة "من كنوز القرآن"، كما أنه الكتاب الأول فيما يختص بمؤلفات المصنف الثلاث حول القصص القرآني (مع قصص السابقين في القرآن، القصص القرآني، مواقف الأنبياء في القرآن). ويهدف المصنف من سلسلة "من كنوز القرآن" إلى تجميع ما في القرآن مما يتعلق بالإيمان والتربية والتوجيه والمنهج والواقع والحركة والدعوة والجهاد وغير ذلك من الموضوعات العملية الحية، متجنبا الموضوعات النظرية واللغوية والكلامية والفقهية والتي - كما أوضح - سبقه فيها الكثيرون. والقارئ للكتاب يجد معايشة الكاتب لواقع الغربة الذي تعيشه الأمة، والتحديات التي تواجهها بما فيها من شراسة وتنوع وعنف وشمول، كما أن الكاتب مع توصيفه للواقع فإنه يضع الحلول بنبرة عملية مليئة بالفأل الحسن مع إقرار الجهود المتواجدة في الأمة من قبل الدعاة والمصلحين الذين يرشدون الناس لطريق الحق ويقودون الطليعة في المواجهة والجهاد، ويسعى الكاتب إلى توحيد المنطلق الذي تنبع منه هذه الجهود على نحو تستمد فيه المنهجية من القرآن باتباع سننه واقتفاء آثار السابقين من أهل الإيمان. وقد خصص المصنف كتابه هذا بقصص غير الأنبياء فأورد تسع عشرة قصة وقسمها على ثلاثة أقسام وفقا للموضوع والأشخاص والأحداث: القسم الأول: قصص بني إسرائيل من غير الأنبياء كقصة قارون، وطالوت، وأصحاب السبت، والبقرة، والتيه. القسم الثاني: قصص سورة الكهف وهي قصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين. القسم الثالث: باقي القصص القرآني لغير الأنبياء كقصة ذي القرنين، ولقمان، وابنَي آدم. وقد أثبت المصنف تقسيما آخر تبعا لطول القصة وقصرها ولكنه لم يعتمد هذا التقسيم خلال كتابه. ولقد رتب المصنف القصص تبعا لورودها في القرآن فابتدأ بما ورد في سورة البقرة، ثم تدرج في ذكر باقي القصص تبعا لما ورد في ترتيب سور القرآن. وقسم المصنف كتابه إلى تسعة فصول؛ فسجل في الفصل الأول أهم سمات قصص القرآن والهدف من عرضها ومدى الفائدة منها. ثم تناول في الفصل الثاني منهج النظر في قصص القرآن، ثم بدأ في القصص فكانت قصة أم موسى في الفصل الثالث، وقصة مؤمن آل فرعون في الفصل الرابع، وقصة قارون في الفصل الخامس، وقصة تيه بني إسرائيل في الفصل السادس، وقصة بقرة بني إسرائيل في الفصل السابع، وقصة أصحاب السبت في الفصل الثامن، وقصة طالوت في الفصل التاسع. وقد التزم المصنف صحة الروايات التي يوردها معرضا عن الإسرائيليات والآثار الكثيرة الضعيفة أو المكذوبة الخاصة بهذا القصص. حرص المصنف على استخراج دروس وعبر فيما يتعلق بالإيمان والدعوة والجهاد كما يشي بذلك اسم الكتاب،مع إيراد بعض اللطائف البيانية والبلاغية.