سلسلة مقالات منهجية للمفكر الداعية السوري المعروف، تنطلق من ازدياد الحاجة يوما بعد يوم إلى تنفيذ ما طرح من فترة غير قصيرة حول إعادة كتابة التاريخ الإسلامي، بعد أن عاث به فسادا المستشرقون والمستغربون على حد سواء، وهي خمس مقالات نشرت في الأعداد الأولى من مجلة البيان، حيث تناولت أهمية دراسة التاريخ الإسلامي وإعادة كتابته وتنقيحه، في إطار التفسير الإسلامي للتاريخ المبني على فهم السنن وحقيقة الصراع مع الباطل، وفي إطار فهم خصائص هذه الأمة، مع ضرب المثال لانحراف قراءة هذا التاريخ بأحوال العرب ودورهم في حمل الرسالة. ويسرد الكاتب المصادر التي ينبغي أن يستقى منها هذا التاريخ، ويختم بعرض نموذجين للنقد التاريخي المحقق عند ابن تيمية وابن خلدون.والمقالات على صغر حجمها إلى أنها ترسي دعائم هذا الباب الهام من أبواب التاريخ ألا وهو منهج دراسة التاريخ الإسلامي، والكاتب ينطلق من رؤية إسلامية أصيلة ومستند علمي متين، حيث يؤكد مرارا على أن منهج أهل الحديث في نقد الخبر هو من أعظم المناهج، وإذا استطعنا الجمع بين هذا المنهج ومنهج النقد الاجتماعي والعقلي عند ابن خلدون وغيره من دارسي التاريخ - مع بعض التحفظات على هذه المناهج - فسوف نؤدي بعملنا هذا خدمة جليلة للتاريخ الإسلامي.والكاتب يستند إلى عدد من المراجع التاريخية والحديثية المعروفة، وكثيرا ما يعزو لابن خلدون في المقدمة، وبحثه مكتوب على سبيل الاختصار، وهو جد نافع للمبتدئ وممهد لمطالعة الدراسات المتقدمة في هذا الشأن.