هذا الكتاب الذي بين أيدينا "مدخل إلى مقاصد الشريعة" هو لأحد المتخصصين البارزين في علم المقاصد في واقعنا المعاصر، وهو الأستاذ الدكتور/ أحمد الريسوني، وقد كتب هذا الكتاب استجابة لدعوة جاءته من "المعهد العالمي للفكر الإسلامي" لتحرير رسالة موجزة في مقاصد الشريعة؛ فكتب هذا الكتاب على عجالة وضيق من أمره على ما ذكر في مقدمته. وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وفصلين؛ أما المقدمة فقد اشتملت على مسألتين، الأولى في المقصود بمصطلح مقاصد الشريعة، والثانية في بيان الحاجة إلى علم مقاصد الشريعة موضحا حاجة الفقيه والمتدين والداعية إلى هذا العلم، بينما جاء الفصل الأول ليتناول الشريعة بين التعبد والتعليل موضحا أن أحكام الشريعة تراعي في آن واحد مصالح الدنيا ومصالح الآخرة، وقد أسهب المصنف في بيان تعليل العبادات موضحا مظاهر الخلل في ذلك مع التطبيق على بعض العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج، وفصل في التعليل في الدعاء، لكنه في المقابل تكلم عن التعليل في بقية الأحكام الشرعية باقتضاب، ثم تناول في الفصل الثاني جلب المصلحة ودرء المفسدة موضحا مفهومي المصلحة والمفسدة وحفظ الضروريات الخمس والحفظ الحاجي والتحسيني للمصالح، وختم الكتاب بترشيحه لبعض الكتب التي يرجع إليها من يبتغي التوسع في علم المقاصد. ويظهر في الكتاب - على صغره - غزارة الاستشهاد بالآيات والأحاديث والآثار، مع المعاصرة والاتصال بالواقع الدعوي والتربوي، ولكنه لو أورد نبذة ولو مختصرة عن نشأة هذا العلم وعلاقته ببقية أنواع العلوم - خاصة الفقهية - وأشهر من صنف فيه؛ لكان الكتاب أكمل وأقرب لمسماه.