الكتاب الأول من سلسلة "في ظلال القرآن - دراسة وتقويم" وهذه السلسلة في أصلها رسالة دكتوراة نال المصنف درجتها مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. قسمها المصنف إلى ثلاثة كتب ("مدخل إلى ظلال القرآن" و"المنهج الحركي في ظلال القرآن" و"في ظلال القرآن في الميزان"). تناول المصنف في هذا الكتاب الأول تفسير الظلال بالتحليل والتقويم، يبرز فيه حقيقة هذا التفسير وأهداف مصنفه مع عقد مقارنة بينه وبين تفاسير المعاصرين له في نفس الحقبة الزمنية، مع توضيح لمصادره التي يرجع إليها صاحب الظلال، ثم عقد مقارنة حقيقية بين الظلال وبين ثلاثة تفاسير أخرى (الطبري والزمخشري ورشيد رضا) لبعض آيات من سورة الأنعام، ليبطل بشكل موضوعي الادعاءات والافتراءات حول هذا التفسير؛ كونه ليس تفسيرا وإنما مجرد خواطر تربوية. وقد بدأه المصنف بتمهيد حول المؤلف والكتاب من حيث المراحل التي مر بها وطبعاته وأهم الدراسات التي صدرت حوله. ثم عرض المؤلف مادته في سبعة فصول تناولت كتب التفسير في مصر في العصر الحديث لبيان منزلة الظلال بينها - وسبب اختيار عنوان التفسير الذي راعى فيه صاحبه الصور والإيقاعات إلى جانب الألفاظ والمعاني - وأهداف الظلال - وموارده لإبطال شائعة كون الظلال كلاما أدبيا عاطفيا - ووسائل صاحب الظلال من حيث الثقافة الواسعة والوقفات المتأملة والأسلوب الأدبي البليغ والحس الإسلامي المرهف والتجربة العملية الناضجة - والنقلة البعيدة في التفسير - وأخيرا الفروق المنهجية بين طبعتي الظلال. وقد تميز الكتاب بحسن التحليل الإجمالي للظلال حيث وضعه في قائمة الكتب الإحيائية العملية وليس الكتب التثقيفية النظرية، بل حتى في منهجه العملي فإنه لا يكتفي بالدفاع عن الإسلام والرد عن الشبهات، ولكنه يهاجم المادية الجاهلية في صميم أفكارها ومناهجها، ويقدم الإسلام منهجا وعقيدة بأصالة ذاتية بدون مقررات فكرية سابقة، فيجعل المسلم يتعرف على مهمة القرآن العملية الحركية ليطبق نصوصه على الواقع المعاصر ويعطي لمعانيها حياة وحيوية وبعدا تفسيريا معاصرا. ويختصر المصنف هذه المعاني بقوله: تفسير يكتبه صاحبه من الميدان لا من وراء المكاتب أو خلف الجدران.. فملأ الشاغر وتبوأ المكانة ولبى الرغبة وحقق الحاجة.