مفاتيح للتعامل مع القرآن
صلاح الخالدي
مفاتيح للتعامل مع القرآن
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب هو الحلقة الأولى من سلسلة "من كنوز القرآن"، وهي السلسلة التي يهدف منها المصنف إلى استخراج فوائد من القرآن فيما يتعلق بالإيمان والعمل والتربية والتوجيه والواقع والحركة والدعوة والجهاد والمنهجية والعلمية والموضوعية وغير ذلك من الموضوعات العملية الحية متجنبا الموضوعات النظرية واللغوية والكلامية والفقهية والتي - كما أوضح - سبقه فيها الكثيرون. وهذا الكتاب من هذه السلسلة يعد بمثابة قواعد مهمة ومقدمات أساسية لازمة ومعينة على فهم كتاب الله، مع توضيح للموانع الخطيرة الحائلة دون الاستفادة من معاني آيات الله ومعايشتها. يقول المصنف في بيان أهمية التدبر: "إن باب التفسير لا يمكن أن يغلق، وإن مدد التفسير لا ينفد، وإن أهل كل عصر سيحتاجون إلى تفاسير جديدة للقرآن، تعالج مشكلات عصرهم، وتحل قضايا مجتمعاتهم، وترد على الشبهات الجديدة التى أثارها أعداؤهم، وتوثق صلة المسلمين بقرآنهم، وتحسّن تعاملهم معه وحياتهم به ..". وقد أوضح المصنف أنه حصل هذه المفاتيح من نظرته الكلية في القرآن واطلاعه على التفاسير وفي مقدمتها في ظلال القرآن إضافة إلى كتب عرض أصحابها للقرآن وتفسيره وفضائله ومزاياه، وأشاروا إلى قواعد تدبره وكيفية الحياة به وآداب تلاوته. وقد قدم المصنف لكتابه بالحديث عن أسماء القرآن وبعض من أقوال النبي والصحابة والتابعين في القرآن، ثم أخذ في شرح المفاتيح التي جمعها للتعامل مع القرآن في سبعة وعشرين عنوانا هي: النظرة الشاملة للقرآن، والالتفات إلى أهدافه الأساسية، وملاحظة مهمته العملية، والمحافظة على جو النص القرآني، واستبعاد المطولات كالخلافات النحوية والبلاغية، وتنزيه القرآن عن الإسرائيليات، ودخول عالم القرآن بدون مقررات سابقة، والثقة المطلقة بالقرآن، ومعايشة إيحاءاته، والبحث عن معانيه ودلالاته، والاعتناء بكيفية معايشة الصحابة لمعاني القرآن، وتحرير النصوص من قيود الزمان والمكان، وملاحظة البعد الواقعي للنصوص القرآنية، والوقوف في وجه المادية الجاهلية، وتوسيع التفسير ليشمل السيرة وحياة الصحابة، والشعور بأن الآية موجهة للقارئ، وحسن التلقي عن القرآن، وتسجيل الخواطر لحظة ورودها، والتمكن من أساسيات علوم التفسير، مع الاستعانة بالمعارف الحديثة، والعودة المتجددة للآيات، وملاحظة الشخصية المستقلة للسورة، ومتابعة استعمال القرآن للمصطلح الواحد، وتجاوز الخلافات بين المفسرين، ومعرفة الرجال بالحق، وترتيب الخطوات في التعامل مع القرآن، وجني الثمار العملية للتعامل معه. ويلاحَظ بشكل عام استعمال المصنف للتعبيرات المعاصرة، وتأثره الواضح بأسلوب الظلال، ورغم أنه يسلط الضوء على الكيف في التعامل مع القرآن إلا أنه لم يغفل الكم بنصيحته بالجمع بين أوراد التلاوة والحفظ والتدبر. ويحمد له كثرة التمثيل على آرائه مما يجعل الكلام بعيدا عن المجرد وقريبا من المحسوس.