منهج أهل السنة والجماعة في إثبات أصول الدين
محمد عبد الهادي المصري
منهج أهل السنة والجماعة في إثبات أصول الدين
نبذة عن الكتاب

رسالة مختصرة وجهها المصنف لطالب العلم الذكي، الذي أبت نفسه التقليد واشتاق إلى معرفة طرق الاستدلال الصحيحة فيما يتعلق بأصول الدين الثلاثة؛ التوحيد والبعث والنبوة، أو الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالرسل، وَفق منهج أهل السنة والجماعة لا وفق مناهج المبتدعة والمتفلسفة وأهل الكلام. وكيف أن الطريق الشرعي كما ورد في الكتاب والسنة هو أخصر الطرق وأرشدها، لا كمن أطال الطريق بمقدمات وفلسفات عقلية لا تهدي الطريق ولا تشفي الغليل. فتناول ثلاثة طرائق عامة للاستدلال وهي الفطرة والعقل والوحي.واعتمد المصنف بشكل كبير على كتابات ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم، لما تميزا به من تحرير بالغ الدقة لمنهج أهل السنة والجماعة في ذلك، وكذلك دحض لمقدمات المبتدعة وطرائقهم في الاستدلال وبيان تناقضها وضلالها.ولقد قسّم المصنف الرسالة إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.استعرض في المقدمة الهدف من الرسالة وأهميتها لا سيما مع محاولات تقديم منهج المبتدعة على أنه المنهج الحق والوحيد للاستدلال على هذه الأصول. كما أوضح فيها خطة البحث ومنهجه.وفي الباب الأول تناول الدليل الأول "الفطرة" وأنها هي الدليل الضروري الذي لا يستطيع أحد أن يدفعه إلا بتكلف، وأنها تعد من العلوم الضرورية التي يبتنى عليها ما بعدها من العلوم والاستدلالات، شأنها شأن المقدمات الضرورية في أي علم، خلافا لمن جعل النظر والعقل هو أول طرق الاستدلال.وفي الباب الثاني تناول "العقل" كغريزة يميز بها الإنسان ويقصد المنافع دون المضار، ودور العقل في معرفة العلوم وصلاح الأعمال وإن كان ليس مستقلاً بذلك، ودور الحواس كطريق للعقل يدرك بها الحقائق، وقدرته على معرفة التماثل والاختلاف؛ وهو "الميزان" الذي فطر الله عليه عباده؛ وكيف اعتمد الشرع على هذه الخاصية العقلية، مع خاصية التحسين والتقبيح العقلي؛ لكي يبني منهجه في الاستدلال على ثبوت الربوبية والتوحيد، والنبوة، والمعاد.وفي الباب الثالث والأخير تناول "الوحي" وكيف أن العقل الفطري بمجرده يعرف أنه لا بد من إرسال الرسل ثم الثواب والعقاب استدلالاً بصفات الرب وآياته. وكيف أن الأنبياء يأتون بالأدلة والبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به عن ربهم.وفي الخاتمة - كعادته - لخص البحث في صورة نقاط متسلسلة تلخيصا جيدا؛ يجمل فيه موضوعات الكتاب بصورة مركزة.ويمتاز الكتاب بحسن الترتيب والتقسيم، حيث يذكر في بداية كل باب نقلا هاما عن موضوع الباب، ثم يقسم الباب إلى فصول ذات عناوين واضحة ومتسلسلة عن موضوع الباب.وفي الهوامش بعض التعقيبات والتوضيحات الهامة وإن كانت قليلة، وكذا يذكر فيها العزو للنقول وأغلبها من مجموع فتاوى ابن تيمية.والكتاب مناسب لطالب العلم المبتدي، وهو يرسم له ملامح عامة تكون له كالأعمدة الراسخة في طرائق الاستدلال، حتى لا ينبهر بزخرف قول المبتدعة وأضرابهم، ويعلم أن الكتاب والسنة هما أصل كل علم، ولا حاجة معهما إلى فلسفات وعقليات ضالة لا تسمن ولا تغني من جوع.