منهج الاستنباط من القرآن الكريم
فهد بن مبارك الوهبي
منهج الاستنباط من القرآن الكريم
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب رسالة نال بها الباحث درجة الماجستير من قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود. والاستنباط المقصود هو قدر زائد على معرفة التفسير الذي هو فهم معنى اللفظ القرآني، أما الاستنباط فهو استنباط المعاني والعلل ونسبة بعضها إلى بعض والأشباه والنظائر ومقاصد المتكلم. ومن هنا تظهر أهمية الموضوع من حيث الحث على زيادة التأمل والتدبر لكتاب الله تعالى على منهج السلف الصالح، وذلك من خلال توضيح الطرق الصحيحة التي إن سلكها الباحث تيسرت له عملية استنباط الفوائد والأحكام، وابتعد عن الانحرافات التي وقع فيها أهل الضلال لإثبات مذاهبهم. ومما دعا الباحث لاختيار هذا الموضوع خلو المكتبة القرآنية قبله من كتاب مستقل في هذا الباب عدا ما كُتب خصيصا لاستنباط الأحكام الفقهية رغم كون هدايات القرآن تشمل إلى جانب الفقه العقيدة والآداب والسلوك والتربية والدعوة وغيرها. ويهدف هذا الموضوع إلى بيان أنواع الاستنباط الصحيح من القرآن وشروطه مع إظهار إعجاز القرآن في شموليته لما يحتاجه الناس في دنياهم وأخراهم. ولقد سلك الباحث لبلوغ غايته المنهج التحليلي من حيث جمع الأمثلة وتقسيمها على مباحث الرسالة مع استنتاج بعض الضوابط في موضوع الاستنباط من خلال كلام المفسرين في تلك الأمثلة، مما جعل التطبيق والتنظير مقترنان في كل مباحث الكتاب بدون فصل التطبيقات في قسم مستقل. وقد قسم الباحث كتابه إلى تمهيد وثلاثة أبواب؛ فأما التمهيد فاشتمل على العناصر الرئيسة السابقة للموضوع، ثم ناقش الباب الأول مفهوم الاستنباط من القرآن وعلاقته بالتفسير ثم أقسام الاستنباط واعتباراتها من حيث الظهور والخفاء، ومن حيث إفراد النص أو تركيب نصين أو أكثر، ومن حيث الصحة والبطلان، ومن حيث الموضوع كالفقه والعقيدة والإعجاز واللغة والأصول، ومن حيث الكلية والجزئية. ثم ناقش الباب الثاني شروط الاستنباط من القرآن سواء منها ما يتعلق بالمستنبِط وهي صحة اعتقاده ومعرفته بالتفسير ومعرفته باللغة ومعرفته بطرق الاستنباط، أو ما يتعلق بالمعنى المستنبَط كسلامة المعنى المستنبَط من المعارض الشرعي والارتباط الصحيح بين المعنى واللفظ. أما الباب الثالث فكان عن طرق الاستنباط من القرآن كدلالات الإشارة والمفهوم والاقتران، وكذا عن أسباب الانحراف في الاستنباط من القرآن كالانحراف في التفسير أو في العقيدة أو في الفهم أو في تقديم العقل على النقل. ويتميز الكتاب بسهولة لغته والصغر النسبي لحجمه في معالجة الموضوع مع حسن ترتيبه وإلمامه بجوانب الموضوع المختلفة مع كثرة التمثيل وصحة العزو والتخريج.