منهج التفسير الموضوعي للقرآن الكريم دراسة نقدية
سامر رشواني
منهج التفسير الموضوعي للقرآن الكريم دراسة نقدية
نبذة عن الكتاب

تقدم هذه الدراسة مراجعة تاريخية نقدية لما صنف في التأصيل المنهجي للتفسير الموضوعي؛ بهدف الخروج بتصور واضح عما أُنجز في هذا الباب وما يحتاج إلى إعادة النظر والفكر وما هو أساس للبناء والتطوير في المستقبل. ولقد كان الدافع الأساسي للمصنف هو ملاحظته الاضطراب الشديد في تحديد مفهوم التفسير الموضوعي ومنهجه وأنواعه والمصطلحات المستخدمة فيه مع ندرة الدراسات المتخصصة التي تناولت الجانب المنهجي في التفسير الموضوعي بالنقد والتحليل. ويوضح المصنف الهدف من الدراسة بقوله: "هو محاولة سد الخلل الحاصل في التفسير الموضوعي بإعادة الاهتمام به وإدخاله إلى دائرة الاختصاص العلمي الدقيق بعد أن أوشك أن يصبح مختصا بالدائرة الدعوية أو الإعلامية أو الإنشائية وما تقتضيه". ولقد استبعدت الدراسة من البداية الخروج بمنهج جديد في التفسير الموضوعي يضاف إلى جملة المناهج المقترحة في هذا المجال. وقد جاء منهج الدراسة معتمدا على أداتين رئيسيتين: الأولى هي الأداة التحليلية وهي تقوم على النصوص التي أسست للتفسير الموضوعي ونظَّرت له وذلك من خلال الكشف عن الإطار التاريخي الذي نشأت فيه هذه الأفكار وتطورت وفهم صلتها به ومدى تأثيره عليها. والأداة الثانية هي الأداة النقدية وتتضمن تحليل الأسس التي يعتمد عليها الخطاب المؤسس للتفسير الموضوعي والمبادئ المعرفية التي يستند إليها. وقد قسم المصنف بحثه إلى بابين رئيسيين خصص أحدهما للتفسير الموضوعي للقرآن ككل، والثاني للتفسير الموضوعي للسورة، بالإضافة إلى مدخل تمهيدي استهدف بيان المصطلحات الأساسية التي يقوم عليها البحث وتحريرها كمصطلحي التفسير والموضوعية. وجاء الباب الأول على ثلاثة فصول، خصص أولها للنظر في مفهوم التفسير الموضوعي للقرآن وضبطه بعد استعراض التعريفات المختلفة للدارسين فيه مع التمييز بين التفسير الموضوعي للقرآن ومناهج التفسير الأخرى كالتحليلي والإجمالي والمقارن. أما الفصل الثاني فقد عني بالنشأة التاريخية للتفسير الموضوعي وتطوره. وجاء الفصل الثالث والأهم في الباب الأول لمناقشة سبع قواعد في منهج التفسير الموضوعي وهي اختيار الموضوع، الاستقراء، ترتيب الآيات وتصنيفها، النظر في مناسبات الآيات وملابساتها، الدارسة الدلالية، الدراسة النصية، الواقع ومحله في المنهج. أما الباب الثاني فقد جاء أيضا على ثلاثة فصول، أولها عن مفهوم التفسير الموضوعي للسورة من حيث كليتها ونظمها لا من حيث الدلالة التفصيلية لآياتها. وخصص الفصل الثاني لرصد التطور التاريخي للنظر في السورة القرآنية. وجاء الفصل الثالث لمناقشة خمس قواعد أساسية في تفسير السورة منهجيا هي: اسم السورة وعلاقته بموضوعها وعمودها، وتاريخ نزول السورة والظروف التي أحاطت بها، وعلم المناسبة القرآنية، والنظر في عمود السورة ومقصودها، وقضايا السورة وكيفية ربطها بعمود السورة. والناظر في الكتاب يلمس بوضوح الحس المنهجي العميق الذي تناول به المصنف مادته وكذا استيعابه لما كتب حول موضوع معالجة منهج التفسير الموضوعي.