منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه
النووي
منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه
نبذة عن الكتاب

يصنف هذا الكتاب ضمن فروع الفقه على المذهب الشافعي. وهو في حقيقته اختصار لكتاب "المحرر" للإمام عبد الكريم الرافعي (٦٢٣ه) إلى نصف حجمه تقريبا. وتتجلى أهمية المنهاج أولا في قيمة أصله وهو "المحرر" والذي يقول عنه النووي: "وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولى الرغبات. وقد التزم مصنفه رحمه الله أن ينص على ما صححه معظم الأصحاب ووفى بما التزمه. وهو من أهمِّ أو أهمُّ المطلوبات". ورغم أهمية "المحرر" إلا أنه تعرض للإهمال حيث اهتم العلماء بمختصره (المنهاج) وشروحه فقط في المراحل المتأخرة، الأمر الذي جعل نسخ "المحرَّر" عزيزة الوجود وغير متوافرة، فلم يطلع أكثر المتأخرين عليها. ثم إنه من عوامل أهمية (المنهاج) تضلّع صاحبه رحمه الله في العلوم المختلفة، سواء في ذلك علوم الآلة، وعلوم المقاصد. هذا بالإضافة إلى احتوائه جل مقاصد مذهب الإمام الشافعي. يقول عنه السخاوي: "ومن فور جلالته وجلالة مؤلفه انتسب جماعة ممن حفظه إليه، فيقال له: المنهاجي، وهذه خصوصية لا أعلمها الآن لغيره من الكتب". يقول النووي في المقدمة عما دفعه لاختصار "المحرر": "... لكن في حجمه كبر يعجز عن حفظه أكثر أهل العصر إلا بعض أهل العنايات فرأيت اختصاره في نحو نصف حجمه". وهو يهدف من اختصاره تيسير حفظه على طلبة العلم، يقول عن مقصوده: "وأرجو إن تم هذا المختصر أن يكون في معنى الشرح للمحرر، فإني لا أحذف منه شيئا من الأحكام أصلا ولا من الخلاف ولو كان واهيا". وقد اعتمد النووي على معتمد المذهب، والمقصود به -كما هو مقرر عند متأخري الشافعية- ما اتفق عليه الشيخان: الرافعي والنووي. ويتحدث النووي عن أسلوبه في كتابه فيقول: "فحيث أقول: في الأظهر أو المشهور فمن القولين أو الأقوال، فإن قوى الخلاف قلت: الأظهر وإلا فالمشهور. وحيث أقول: الأصح أو الصحيح فمن الوجهين أو الأوجه، فإن قوى الخلاف قلت: الأصح، وإلا فالصحيح. وحيث أقول: المذهب فمن الطريقين أو الطرق. وحيث أقول: النص فهو نص الشافعي رحمه الله، ويكون هناك وجه ضعيف أو قول مخرج. وحيث أقول الجديد فالقديم خلافه، أو القديم أو في قول قديم فالجديد خلافه. وحيث أقول وقيل: كذا فهو وجه ضعيف والصحيح أو الأصح خلافه. وحيث أقول: وفي قول كذا فالراجح خلافه". وهو يسلك في كتابه منهجا وصفيا إذ يقول: "مع ما أضمه إليه إن شاء الله تعالى من النفائس المستجدات: منها التنبيه على قيود في بعض المسائل هي من الأصل محذوفات، ومنها مواضع يسيرة ذكرها في المحرر على خلاف المختار في المذهب كما ستراها إن شاء الله تعالى واضحات، ومنها إبدال ما كان من ألفاظه غريبا أو موهما خلاف الصواب بأوضح وأخصر منه بعبارات جليات، ومنها بيان القولين والوجهين والطريقين والنص ومراتب". ويتألف الكتاب من كتب الفقه المعروفة: الطهارة، الصلاة، صلاة الجماعة، الجنائز، الزكاة، الصيام، الاعتكاف، الحج، البيع، السلم، الرهن، التفليس، الشركة، الوكالة، الإقرار، العارية، الغصب، الشفعة، القراض، المساقاة، الإجارة، إحياء الموات، الوقف، الهبة، اللقطة، اللقيط، الجعالة، الفرائض، الوصايا، الوديعة، قسم الفيء والغنيمة، الصدقات، النكاح، الصداق، القسم والنشوز، الخلع، الطلاق، الرجعة، الإيلاء، الظهار، الكفارة، اللعان، العدد، الاستبراء، الرضاع، النفقات، الجراح، الديات، دعوى الدم والقسامة، البغاة، الردة، الزنا، حد القذف، قطع السرقة، الأشربة، الصيال وضمان الولاة، السير، الجزية، الهدنة، الصيد والذبائح، الأضحية، الأطعمة، المسابقة والمناضلة، الأيمان، النذر، القضاء، الشهادات، الدعوى والبينات، العتق، التدبير، الكتابة، أمهات الأولاد. وقد حظي الكتابُ باهتمام العلماء والفقهاء وطلَّاب العِلـم، حفظا، وتصنيفا، وشرحـا، واختصـارا، وتحْشِيَة، وغير ذلـك، ومن ذلك "تحفة المحتاج شرح المنهاج" للإمام ابن حجر الهيتمي، و "نهاية المحتاج شرح المنهاج" للإمام الجمال الرملي، و "مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج" للإمام الخطيب الشربيني، و "النجم الوهَّاج في شرح المنهاج" للإمام الدميري، و "عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج" للإمام ابن الملقن، و "السراج الوهَّاج على متن المنهاج" للشيخ محمد الزهري الغمراوي، و"منهاج الطالبين" تحقيق وتعليق: د. أحمد بن عبد العزيز الحداد.