هذا الكتاب هو في الأصل رسالة بعنوان "مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه - عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة" للباحث خالد عبد اللطيف، قدمها لنيل درجة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وقد كان الباعث على اختيار هذا الموضوع أمور: منها أن علم أصول الفقه قد أدخلت فيه مسائل كلامية كثيرة مخالفة للحق، وكثير من المتأخرين ألف في أصول الدين وفي أصول الفقه كالباقلاني والجويني والغزالي والآمدي والرازي والإيجي والتفتازاني وغيرهم، فاختلطت مسائل الأصلين فلزم استخراجها وتمييزها من علم أصول الفقه مع بيان الحق فيها، أما إن كانت المسألة مشتركة - وهو الغالب - فيبين القول الصواب فيها. وأكثر كتب أصول الفقه بأيدي الناس ذات نزعات أشعرية أو ماتريدية أو معتزلية، فيدور النزاع في هذه المسائل على أساس مقالات هذه الفرق، وقد لا يذكر القول الصواب في المسألة أصلا. كما أن أكثر المسائل ذات الصلة بأصول الدين المذكورة في علم أصول الفقه دقيقة وخفية يصعب فهمها وقد تورد على أنها من المسلمات أو أنها قول أهل الحق. وقد قسم الباحث كتابه إلى مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب وخاتمة؛ اشتملت المقدمة على الاستفتاح وخطة الرسالة والمنهج المتبع؛ والتمهيد تضمن التعريف بعلم أصول الدين وعلم أصول الفقه والأسباب الباعثة لإدخال ما يتعلق بحثه بأصول لدين في علم أصول الفقه؛ أما أبواب الرسالة فهي التوحيد، النبوات، الأدلة، مسائل متعلقة بالأسماء والأحكام والصحابة، وتحت كل باب فصول ومباحث ومطالب. وجاءت الخاتمة لتتضمن خلاصة لرسالة وأهم النتائج. وقد استقرأ الباحث بعض كتب أصول الفقه أولا، وبخاصة التي عند كثير من الأصوليين هي أهم المؤلفات في هذا العلم، من كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية والشيعة، وجمع منها مادة علمية، ثم سلك مسلك الانتقاء حيث قرأ قراءة سريعة في مظان المسائل من كتب الأصول المختارة لاستكمال جمع المادة العلمية، كما استعان بكتاب "المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين" لمحمد العروسي، وكذا كتاب "آراء المعتزلة الأصولية". هذا إضافة إلى الرجوع إلى سائر كتب أصول الفقه بحسب الحاجة. أما كتب أصول الدين فكان قد جرد ما يناسب منها الرسالة.والكتاب جاء على النمط العلمي المحقق، وموضوعه من الموضوعات اللازمة لكل مشتغل بعلم أصول الفقه، وهو أعلى وأكمل من كتاب العروسي المذكور، وكلاهما جد نافع.