من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن
رؤوف أبو سعدة
من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب نمط وحده في علم إعجاز القرآن؛ فقد أداره مؤلفه على وجه جديد من إعجاز القرآن لم يسبق إليه أحد؛ وهو الإعجاز في العَلَم الأعجمي في القرآن. ويقرر المؤلف أن آيات القرآن تفسر في ثناياها المعنى الدقيق لكل اسم أعجمي عَلَم ورد في القرآن. وأسلوب القرآن في ذلك كما يقول المؤلف المجانسة على الاسم العَلَم بما يفسر معناه أبين استفسار، أي أن الأسماء الأعجمية في القرآن كعيسى وإبراهيم وإسحق لها معنى ودلالة، وأن القرآن الكريم نفسه ذكر هذا المعنى وهو ذات المعنى في اللغة الأصلية لها. وهذه إضافة ليست موجودة في كتب التفسير المتنوعة كالطبري والرازي وابن كثير والبيضاوي وابن عاشور وغيرهم. وتتجلى أهمية هذا الوجه من الإعجاز أنه قائم على قواعد اللغة ومستند إلى أحكام التاريخ وليس للهوى فيه حظ أو نصيب. وقد أحصى المؤلف في منهجه واحدا وستين علما أعجميا من أسماء الأجناس والمواضع فسرها من القرآن نفسه. وقد استعان بتفسير القرطبي كونه في رأيه أوسع التفاسير وأشملها وأقربها تطقا بلطيفة تفسير معاني الأعلام الأعجمية، ولكن محاولة القرطبي لم توفق لأنه كان يبني على افتراض الأصل العربي لأسماء الأنبياء جميعا فيزن هذه الأسماء على الوزن العربي ويشتق من جذر عربي فيخلص إلى نتائج أبعد ما تكون عن معنى الاسم الأعجمي في لغته. وقد قسم الباحث كتابه إلى تسعة فصول في جزأين؛ اشتمل الجزء الأول منه على ستة فصول عن الأعجمي والعربي في القرآن، ثم الفرق بين الأعجمي المعنوي والأعجمي العلم، والعلم الأعجمي في القرآن، ثم الكلام عن آدم وما يحيط به في الملأ الأعلى من أسماء الملائكة والجنة والنار، ثم الأعلام من نوح إلى شعيب، ثم الأعلام من إبراهيم ثم ذريبته حتى يوسف. أما الجزء الثاني فقد اشتمل على الفصل السابع عن موسى وأخيه وقومهما، والفصل الثامن عن داود وسليمان وأيوب ويونس ولقمان، والفصل الأخير عن زكريا ويحيى وعيس وعمران ومريم. وقد تعرض المصنف في ثنايا كتابه إلى تاريخ كتابة التوراة والإنجيل وتأخر كتابتهما. ثم إنه كان يرد على المستشرقين في طعنهم على القرآن. وأسلوب الكاتب عذب في قوته وسهل في حسمه غني بالعلم. وقد يؤخذ عليه اقتصاره على تفسير القرطبي وعدم اعتماده على المصادر في تحديد الأزمنة بين الأنبياء في ترتيبهم التاريخي، وكذا ذكره بعض الأحاديث بمعناها دون لفظها.