هذا الكتاب شرح للشيخ محمد عليش على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي. وتأتي أهمية الكتاب أولا من أهمية أصله الذي يعد من أمهات كتب المذهب لشهرته حتى صار المعتمد فيه في القرون المتأخرة. كما أن الشيخ عليش رحمه الله بارع في المذهب ومتقن له، وهو صاحب الكتاب الشهير "فتح العلي المالك" في الفتوى على مذهب الإمام مالك رحمه الله، وله تقريرات قليلة ونفيسة كذلك على شرح الدردير مع حاشية الدسوقي. يقول الشارح عن هدفه من الكتاب: "كونه تدريبا للمبتدئين، وإلحاقا لهم بالمنتهين". ويسلك الشارح منهجا تحليليا في شرحه إذ يتناول في أسلوبه كلمات المختصر كلمة كلمة فيشرحها ويبين غوامضها؛ فيبدأ أولا بشرح نطقها، ثم يشرع في بيان ما تحتويه من أحكام فقهية على مذهب الإمام مالك الذي يكتفي به دون سواه. وقد جاء الشرح على متن حاشية المختصر أعلى الصفحات ثم يفصل خط بينها وبين الشرح. وقد اهتم الشرح ببيان تفصيلات حتى حروف العطف والجر والشرط والاستفهام. وسار على ترتيب الأصل في المحتوى. وجاءت هذه الطبعة تشتمل الكتب الفقهية على النحو التالي: الجزء الأول: في الطهارة والصلاة. الجزء الثاني: في الزكاة والصيام والحج والعمرة والضحية والعقيقة. الجزء الثالث: في اليمين والنذر والجهاد والجزية والنكاح. الجزء الرابع: في الخلع والطلاق والإيلاء والظهار واللعان والعدة والرضاع والبيع. الجزء الخامس: استكمال للبيع والعارية والرهن. الجزء السادس: في الدَّيْن والحوالة والشراكة. الجزء السابع: في الوديعة والغصب والشفعة والقسمة والمساقاة والمغارسة والإجارة. الجزء الثامن: في كراء الدواب والموات وإحيائه والهبة واللقطة والقضاء والشهادة. الجزء التاسع: في القصاص والردة وحدود الزنا والقذف والإعتاق والمكاتبة والفرائض. وقد طُبع الكتاب مع تعليقات من تسهيل منح الجليل للمؤلف نفسه. ويستشهد الشارح بكلام ابن الحاجب للتدليل على رأيه. وهو سهل العبارة، متدرج في بيانه للمعنى المراد، يستشهد بالأدلة حال شرحه. ولكن الواقع يشهد أن هناك من الشروح على مختصر خليل ما يسبق هذا الشرح، ولا يعني هذا عدم أهميته، ولكن الاعتماد عليه يأتي بعد هذه الشروح الأخرى؛ فأكثر شراح خليل ينظرون في شرحي الخطاب والدرير وغيرها من الشروح قبل النظر في "منح الجليل".