"هذا الكتاب في الأصل عبارة عن رسالة ماجستير، تحت إشراف الدكتور حسن إبراهيم حسن، وهو يؤرّخ لأحداث سقوط بغداد على أيدي المغول، أسبابها وتداعياتها، ضمن خط دراسة تاريخ الشرق الإسلامي في العصور الوسطى، حيث قصد به إلى المساهمة في جهود قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول في سبيل إحياء تراث الإسلام. وهو يعد هذا العصر من أهم العصور الإسلامية، حيث ظهرت فيه دول إسلامية كالدولة السلجوقية والدولة الأيوبية وكان لها أثر بالغ في تقدم الحضارة الإسلامية وفي حماية الإسلام من خطر الصليبيين. وهو يتكلم عن أحوال العالم الإسلامي في تلك الفترة (أواخر القرن السادس الهجري وأوائل القرن السابع) ويتكلم بالتفصيل عن حملة هولاكو التي قضت على الإسماعيلية ثم على الخلافة العباسية، ويعرض موقف أهل السنة والشيعة واليهود والنصارى أمام هذه النازلة. وقد جاء البحث في ثلاثة أبواب وخاتمة: تناول في الباب الأول ضعف الخلافة العباسية، حيث بحث فيه تخلص الخلفاء العباسيين من السلاجقة، وأيام العباسيين الأخيرة في العراق؛ والثاني تناول فيه انتسار نفوذ المغول، وفيه عرض للبيئة المغولية وأثرها في تكوين المغول، ثم توحيد المغول، ثم التوسع المغولي في آسيا وأوربا؛ وفي الباب الثالث تناول الباحث الفتح المغولي للعراق، حيث تعرض لذكر بغداد قبيل الفتح المغولي، ثم حملة هولاكو، ثم موقف أهل بغداد من الفتح.والكتاب - كما بين مؤلفه - يقدم لأول مرة وبالأسلوب ""العلمي الحديث"" صورة كاملة مجسمة للمغول، فلا يهمل ذكر البيئة التي نشأوا فيها ولا أثر هذه البيئة في صفاتهم البدنية والخلقية، كما يعنى عناية فائقة بتوضيح قوانينهم ونظمهم الحربية. على أن أهم ما يغطيه الكتاب هو ذلك الحدث التاريخي المهم وهو حملة هولاكو التي قضت على الإسماعيلية ثم على الخلافة العباسية. إلا أن الكتاب قد كتب قبل بزوغ الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي وفق المنهج العلمي المعتمد على تحقيق المرويات التاريخية وتمحيصها والاستناد إلى مفاهيم التصور الإسلامي الأصيلة. لهذا لا نجد في الكتاب تعظيما للمصادر السنية التي تكلمت على هذه النازلة، وأشهرها تاريخ الحافظ ابن كثير، كما لا نجد ذكرا للسنن الإلهية وعوامل سقوط الأمم في المنظور الإسلامي عند تعليل أسباب سقوط الخلافة، بل نجد رجوعا إلى المصادر ""العربية"" والإفرنجية على حد سواء، وترجيحا للأحداث بمقتضى العقل والواقع. كما لا نجد ذكرا للجهود السنية في الشام ومصر لمواجهة حملة المغول. ومن غير الواضح لماذا استفاض الباحث في الكلام على المغول وأحوالهم ولباسهم.. إلخ ومدى تعلق ذلك بموضوع الكتاب الذي يتنبأ به القارئ عند مطالعة العنوان لأول وهلة، ومن الغريب تعبير المؤلف عن غزو المغول لبغداد بـ"الفتح المغولي".