منهاج الوصول إلى علم الأصول
البيضاوي
منهاج الوصول إلى علم الأصول
نبذة عن الكتاب

كتاب "منهاج الوصول إلى علم الأصول، الجامع بين المعقول والمشروع، والمتوسط بين الأصول والفروع" للإمام البيضاوي، وهو ناصر الدين أبو الخير عبد الله بن عمر بن محمد. قاضٍ فقيه مفسر ولد في المدينة البيضاء قرب شيراز، وهو من علماء الشافعية، ومن أعلام القرن السابع الهجري، والكتاب يقول البيضاوي في مقدمته: (وهو وإن صغر حجمه، كَبر علمه، وكثرت فوائده، وجلت عوائده، جمعته رجاء أن يكون سببا لرشاد المستفيدين، ونجاتي يوم الدين، والله تعالى حقيق بتحقيق رجاء الراجين)، وأشار الإسنوي إلى الكتب التي استمد منها البيضاوي كتابه، فقال: (واعلم أن المصنف رحمه الله أخذ كتابه من "الحاصل" للفاضل تاج الدين الأرموي، و"الحاصل" أخذه مصنفه من "المحصول" للإمام فخر الدين، و"المحصول" استمداده من كتابين لا يكاد يخرج عنهما غالبا، أحدهما: "المستصفى" لحجة الإسلام الغزالي، والثاني: "المعتمد" لأبي الحسين البصري، حتى رأيته ينقل منهما الصفة أو قريبا منها بلفظها، وسببه على ما قيل أنه كان يحفظهما)، كما أشار الإسنوي إلى أن أكثر أهل زمانه اقتصروا على المنهاج للبيضاوي لكونه صغير الحجم مستعذب اللفظ. وقد قسم المصنف الكتاب إلى مقدمة وسبعة كتب، أما المقدمة، ففي الأحكام ومتعلقاتها، وفيها بابان، الأول في الحكم ويشمل ثلاثة فصول تناولت تعريف الحكم، وتقسيماته، وأحكامه، والثاني فيما لابد للحكم منه، ويشمل ثلاثة فصول تناولت الحاكم، والمحكوم عليه، والمحكوم به، أما الكتب السبعة فقد تناولت معرفة دلائل الفقه الإجمالية ومعرفة كيفية الاستفادة منها ومعرفة حال المستفيد؛ فأما دلائل الفقه فعقد لها خمسة كتب منها أربعة للأربعة المتفق عليها بين الأئمة وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، والخامس للمختلف فيها، وتناول فيها الأدلة المقبولة والمردودة، وأما كيفية الاستفادة وهي الاستنباط فعقد لها الكتاب السادس في التعادل والترجيح، وأما حال المستفيد فعقد له الكتاب السابع في الاجتهاد. وقد أشار محقق الكتاب إلى بعض ملامح منهج المصنف، ومنها أنه يورد بعض الفروع الفقهية المخرجة على القواعد الأصولية، وهو أمر من الأهمية بمكان، فإن القاعدة الأصولية لا تظهر ثمرتها إلا بالتفريع عليها، كما أنه يقارن - غالبا – بين المذاهب المختلفة في المسائل الخلافية، مع إيراد الأدلة لكل مذهب، والترجيح بينها، بالإضافة إلى أنه يوضح في بعض المسائل الخلافية الخلاف بين العلماء هل هو خلاف حقيقي يترتب عليه بعض الآثار، أو أنه خلاف لفظي ولا يترتب عليه أثر، وهو أمر مهم في المسائل الخلافية، وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب، إلا أنه يحرص على إيراد الأدلة كاملة من الكتاب أو السنة، وكذلك الأدلة العقلية، والأمثلة على ذلك كثيرة، والذي يطالع في الكتاب يرى ذلك واضحا، كما يهتم بالنقل عن أئمة اللغة للاحتجاج للمسائل التي لها صلة باللغة، كما يركز على الشعر العربي، باعتباره أحد مصادر اللغة. ومن أهم ما تميز به هذا الكتاب دقته في ترتيب موضوعات علم الأصول في تسلسل منطقي يوصل بعضه إلى بعض بدون خلل. والكتاب اعتنى به العلماء ووضعوا عليه الكثير من الشروح، لعل من أشهرها "الإبهاج في شرح المنهاج" للسبكي، و"نهاية السول في شرح منهاج الأصول" للإسنوي، وقام ابن الملقن بتخريج أحاديثه في "تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج"، وهذا مما يبين فضل الكتاب وأهميته وفضل صاحبه وجلالته.