الكتاب للجغرافي الرحالة المعروف ياقوت الحموي هو معجم عام في الجغرافيا يصف البلدان المشهورة في أرجاء المعمورة. وهو يُعد موسوعة جغرافية وتاريخية ولغوية وأدبية، كتبها بين الأعوام 1220 و1224م، ومصدرا تاريخيا هاما لوصف تلك الحقبة، وتمت طباعتهِ عدة مرات وترجم إلى مختلف اللغات. كما أن الكتاب يحتوي على وصف لبلدات ومدن ودول عديدة خلال تلك الفترة بأسلوب عربي بليغ. ويقع الكتاب في سبع مجلدات كبار، رتبه على حروف المعجم، فيذكر باب الباء مع الهمزة وما يليهما، فيبدأ فيه بالبئر ثم بئر أرما ثم بئر أريس وهكذا.وقدم لكتابه بأبواب: الباب الاول في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغير ذلك، الباب الثاني في ذكر الأقاليم السبعة واشتقاقها والاختلاف في كيفيتها، الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب، الباب الرابع في أقوال الفقهاء في أحكام أراضي الفيء والغنيمة وكيف قسمة ذلك، الباب الخامس في جمل من أخبار البلدان.وهو يذكر في ضمن ذلك أسماء البلدان، والجبال، والأودية، والقيعان، والقرى، والمحال، والأوطان، والبحار، والأنهار، والغدران، والأصنام، والأبداد، والأوثان. كما اشتمل الكتاب على بعض التعريفات لوحدات القياس والأماكن وما تختص به. قال الكاتب موضحًا منهجه في الكتاب: " جمعت ما شَتَّتُوه (يقصد العلماء في كتبهم)، وأَضفت اليه ما أهملوه، ورتَّبتُه على حروف المعجم، ووضعته وضع أهل اللغة المحكم، وأَبَنتُ عن كل حرف من الاسم: هل هو ساكن أو مفتوح أَو مضموم أَو مكسور، ... وفي أَيِّ إِقليم هو وأَيُّ شيءٍ طالعه، ... ومن بناه، وأَيُّ بلد من المشهورات يجاوره، وكم المسافة بينه وبين ما يقاربه، وبماذا اختص من الخصائص، ... وبعض من دُفن فيه من الأَعيان والصالحين والصحابة والتابعين، ونُبَذاً مما قيل فيه من الأَشعار في الحنين إِلى الأَوطان ...، وفي أَيِّ زمان فتَحهَ المسلمون وكيفية ذلك، ... " وكذا يذكر قياس طول البلد وعرضه ودرجة حرارته، وذكر مياهه ونباته وحيوانه ومشاهده وآثاره وأسواقه. والكتاب مرجع هام للمتخصصين الباحثين عن مواضع البلدان وأسمائها وصفاتها في تلك الحقبة التي وضع المؤلف فيها مصنفه وما قبل ذلك.