يعد مؤلف هذا الكتاب أحد البارزين من العاملين في ميدان التراجم العربية وتراجم العلماء من مؤرخين ومحدثين وأدباء وفلاسفة ومتكلمين وسواهم بشكل عام، وتراجم المفسرين اليوم على الخصوص. ورغم وجود من سبق المؤلف في التصنيف في المعاجم من السابقين كالسيوطي والداودي والمتأخرين إلا أن ما دفعه للتصنيف في هذا الباب هو اشتداد الحاجة إلى كتاب يغني الدارسين عن كتب التاريخ والتفسير ويضم شتات ما فيها من تراجم ومعلومات. ولقد أمضى المؤلف نحو عامين في قراءة ما كتب عن التفسير ورجاله وراجع الموسوعات والكتب التي تعنى بالتفسير والسير والتراجم والتاريخ، كما راسل الكثير من أصدقائه خارج بلد إقامته ليسألهم عما يسد نقصا في ترجمة هنا أو هناك. ويعد معجمه هذا هو الثاني من سلسلة معاجم ألفها في تراجم أعلام العرب والمسلمين منذ العصور الإسلامية الأولى، ولكنه الأول في موضوعه إذ يعالج طبقة معينة من علماء العلوم الإسلامية وهي طبقة علماء التفسير. وقد احتوى هذا المعجم على نحو ألفي ترجمة لمفسري القرآن منذ صدر الإسلام حتى تاريخ تأليف هذا الكتاب، لا فرق في ذلك بين من فسر القرآن كله أو فسر سورة منه أو حتى آية من آياته. كما أنه يضم أعلام المفسرين من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم واشتهروا بالتفسير وكانت لهم حلقات معروفة فدونت أسماؤهم في التاريخ. وقد سلك المصنف في ترتيب معجمه منهجا واضحا وهو البدء في ترجمة كل مفسر بذكر شهرته أو اسمه وبجانبه ولادته ووفاته بالتاريخ الهجري والميلادي. يلي ذلك اسم أبيه فجده فنسبته فاختصاصه في غير علم التفسير ثم مكان ولادته ومراحل دراسته وما ولي بعدها من أعمال ثم مكان ولادته فمؤلفاته في التفسير مع الإشارة إلى ما طبع منها وما هو مخطوط. وقد رتب الأسماء أبجديا وفقا لتاريخ وفاة المترجم لهم وبخاصة في التراجم التي تجمع بينها وحدة الأسماء. وقد زود المؤلف معجمه بكشفين: الأول وضعه في بداية كل حرف أبجدي ويتضمن الشهرة المبتدئة بهذا الحرف ثم الاسم وتاريخ الوفاة. أما الكشف الثاني فهو شامل لكل المفسرين ويتضمن الشهرة والأسماء وأرقام الصفحات المذكورين فيها ويجده القارئ في قسم الفهارس العامة في الجزء الثاني. كما أنه قد تكاملت له مادة تراجم جديدة بعد طبع المعجم فوضعها في مستدرك في نهاية الجزء الثاني.