هذا الكتاب هو شرح وتعليق على كتاب "روضة الناظر" للموفق ابن قدامة، حيث جاء من رحم المدارسة العملية مع الطلبة حين كان يقوم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بشرح الكتاب في الجامعة الإسلامية بالمدينة وغيرها، وقد اعتنى في هذا الشرح بتبسيط عبارات الكتاب، والبعد عن منهج أهل الكلام والفلسفة، مع النقد لهم ولأقوالهم عند الحاجة، والالتزام بمنهج أهل السنة في عرض مباحث أصول الفقه. ولم يشتمل الشرح على المقدمة المنطقية التي أثبتها الموفق ابن قدامة في مطلع كتابه، ولعل هذا مراعاة للمقررات الدراسية التي تعرضت لعلم المنطق باستقلال حينها. ويشار هنا إلى أن كتاب روضة الناظر لصاحبه الحنبلي تأثر كثيرا بكتاب المستصفى للغزالي الشافعي، بينما تأثر شارح الروضة هنا بكتاب مراقي السعود المالكي، مما يجعل هذا الكتاب جامعا لمذهب الجمهور مع ذكر الخلاف مع المذهب الحنفي حين يرد، ولكن ينقص الكتاب التحقيق الحديثي، ولعل المتن لو تم تمييزه عن الشرح بصورة أوضح لكان أفضل وأيسر في الفهم.