موجز تاريخ الولايات المتحدة
آلان نيفينز، هنري ستيل كوماجر
موجز تاريخ الولايات المتحدة
نبذة عن الكتاب

كتب هذا التاريخ للعامة لا للدارسين، فقد أعده مؤلفاه لإرضاء الحاجة إلى تاريخ موجز، في قالب قصصي، للشعب الأمريكي. ويتناول الكتاب كيف برزت أمريكا على مسرح التاريخ جريئة ناضجة مكتملة النمو لأن المستوطنين الأوائل لم يكونوا بدائيين بل كانوا متدربين فغرسوا بها ثقافة لها من العمر قرون. وإذا كان ثمة موضوع رئيس، فهو ذاك الذي يتضمنه العنوان، نمو شعب هنا أوتي من الذكاء ما يجعله ينشد الحرية ويجعله راغبا في العمل من أجلها وفي النضال في سبيلها. ومما حدا بهما لهذا التأليف كون أمريكا أحدث الأمم الكبيرة وأكثرها جدة، وأدعاها لإثارة الاهتمام لأن تاريخها يوجز تاريخ الأجناس ويلخص تطور النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وهي مثيرة للاهتمام لأن معظم تلك القوى والعوامل التاريخية التي صاغت العالم الحديث قد عملت على أرضها: الاستعمار والقومية والهجرة والتصنيع والعلم والدين والديمقراطية والحرية.. وكذلك لأنها اليوم أقدم جمهورية وأقدم دولة ديمقراطية بالرغم من حداثة عهدها، كما أنها تعيش في ظل أقدم الدساتير المكتوبة في العالم - على حد زعم المؤلفين.وقد استعرض الكاتبان تاريخ الولايات المتحدة في مقدمة وتسعة وعشرين فصلا: تأسيس المستعمرات، تراث عهد الاستعمار، ، المشكلة الاستعمارية (الإمبريالية)، الثورة والاتحاد الكونفدرالي، وضع الدستور، الجمهورية تهتدي إلى ذاتها، نهضة الوحدة القومية، ثقافة قومية، الديمقراطية الجاكسونية تكتسح الميدان، الغرب والديمقراطية، الصراع بين القطاعين، حرب الأشقاء، بزوغ أمريكا الحديثة، قيام المشروعات الكبيرة، العمالة والهجرة، الغرب يبلغ سن الرشد، المزارع ومشكلاته، عصر الإصلاح، الارتقاء إلى مركز دولة عالمية كبرى، أمريكا تبلغ الرشد، وودرو ويلسون والحرب العالمية، من الوضع السوي إلى الكساد الاقتصادي، فرانكلين دي - روزفلت والنظام الجديد، الحرب العالمية الثانية، الحرب الباردة، مشكلات ما بعد الحرب: 1946-1952، الحرب الكورية: القنبلة الهيدروجينية، حكومة أيزنهاور، حدود جديدة: التحدي. والكتاب - رغم وصفه بالموجز - يقدم للقارئ وصفا مفصلا وتأريخا وافيا للدولة والأمة والشعب، ويستعرض - بأمانة يستشعرها القارئ مع مضيه في القراءة - مراحل الغزو والاستعمار للعالم الجديد، ثم مراحل الالصراع والعراك حول الموارد والمصالح، ثم مراحل نواة الدولة والاتحاد - الولايات المتحدة -، ثم مراحل التأسيس والنمو والسير بخطى وثيقة، ثم مراحل القوة والنفوذ والسيادة.. مع ما يتخلل ذلك من صراعات وحروب أهلية وحروب خارجية.وبالرغم من ذكر المثالب والمحامد أثناء سرد هذا التاريخ، فإن الكاتبين يحتكمان إلى معايير شديدة الوضعية، تجعلهما يعدان كل نقيصة حلقة في تجربة تنمو حتى تكتمل وتتحول إلى نجاح، وكأن المجتمع الأمريكي بدأ طفلا غرا ثم اشتد عوده حتى بلغ سن الرشد - كما تنبئنا عناوين الفصول -. وإذا اعتبرنا هذا التدرج طبيعيا فكل خطأ ترتكبه الأمة في مرحلة الطفولة أو الفتوة أو المراهقة يكون محل تفهم ومسامحة، وكل مبدأ تكتسبه الأمة أو دعامة ترسيها تعد نجاحا باهرا، وحق لها أن تفتخر بأبطالها الذين اجتهدوا لرفعها عن رتبتها النازلة إلى درجة أعلى، أمثال واشنطن وويلسون وروزفلت..ولا عجب في ذلك فالكاتبان ينتصران للمذاهب الوضعية ويعرضان بالقطاعات الأمريكية التي ما زالت تتمسك بتعاليم الكتيسة التقليدية، ويشيدان بزعماء الكنيسة الحداثيين الذين أدمجوا نظرية التطور لداروين - مع مصادمتها لعقيدة الخلق الإلهي - ضمن فلسفتهم المسيحية.لكن الكتاب - رغم ذلك أو بسبب ذلك - يكشف عن صفحات من ذلك التاريخ المليء بالأحداث والدوافع والكوامن، في أسلوب ممتع رقراق، من خلال ترجمة ديعة، يتيح للقارئ الاطلاع على حقيقة الشعب الأمريكي وخط صعود الأمة الأمريكية والموروثات والأطر التي تنبثق منها أفعالهم وتصرفاتهم، بحيث يتمكن من الفهم والتحليل المبني على حقائق ملموسة، بعيدا عن الرؤية العاطفية المحملة بالكراهية أو الأحكام المقررة سلفا.