نيل المرام من تفسير آيات الأحكام
محمد صديق حسن خان
نيل المرام من تفسير آيات الأحكام
نبذة عن الكتاب

ينتمي هذا الكتاب إلى كتب فقه آيات الأحكام؛ فهو يتناول في موضوعه الأحكام الشرعية القرآنية، التي اختلف المجتهدون في تفسيرها، فقام بتفسيرها بتفسير وجيز جامع، وأوضح ما فيها من الأحكام معتمدا على الدليل من الكتاب والسنة، دون تعصب لمذهب أو رأي. وقد أوضح المؤلف هدفه من تفسيره بقوله: "هذه الآيات التي يحتاج إلى معرفتها راغب في معرفة الأحكام الشرعية القرآنية... وليس القصد إلا ذكر ما يدل على الأحكام دلالة واضحة، لتكون عناية طالب الأحكام به أكثر وإلا فليس يحسن من طالب العلم أن يهمل النظر في جميع كتاب الله تعالى مقدما للعناية فيه، شاملا للطائف معانيه، مستنبطا للأحكام والآداب من ظواهره وخوافيه، فإنه الأمان من الضلال، والعمود الأعظم في جميع الأحوال، والأنيس في الوحدة، والغوث في الشدّة، والنور في الظّلمة، والفرج للغمة، والشفاء للصدور، والفيصل عند اشتباه الأمور. فلا ينبغي أن يغفل عنه لحظة، ولا أن يزهد منه في لفظة"، مما يدل على أنه لم يقصد المختصين لا في التفسير ولا في الفقه وإنما جاء كلامه عاما. ومن ثم يقول بعدها "لا أعلم أن أحدا من العلماء أوجب حفظها غيبا، بل شرط أن يعرف مواضعها حتى يتمكن عند الحاجة من الرجوع إليها، فمن نقلها إلى كراسة وأفردها كفاه ذلك". وهو لم يأخذ من الأقوال المختلفة إلا الأرجح، ومن الدلائل المتنوعة، إلا الأصح الأصرح، فجمع بين الانتقاء والإيجاز. وهو كتاب قيم، مليء بالفوائد والفرائد. وقد قسم المصنف آيات الأحكام إلى نوعين بحسب الحاجة إلى معرفتها وحكمه فقال: "أحدهما: ما مدلوله بالضرورة كقوله سبحانه وتعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ} [سورة البقرة: آية 43] للأمان من جهله، إلا أن تشتمل الآية من ذلك على ما لا يعلم بالضرورة بل بالاستدلال، فأذكرها لأجل القسم الاستدلالي منهما كآية الوضوء والتيمم. وثانيهما: ما اختلف المجتهدون في صحة الاحتجاج فيه على أمر معين وليس بقاطع الدلالة ولا واضحها، فإنّه لا يجب على من لا يعتقد فيه دلالة أن يعرفه إذ لا ثمرة لإيجاب معرفة الاستدلال به، وذلك كالاستدلال على تحريم لحوم الخيل بقوله تعالى:{لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً} [سورة النحل: آية 8] وهذا لا تجب معرفته إلا على من يحتج به من المجتهدين إذ لا سبيل إلى حصر كل ما يظنّ أو يجوز فيه استنباط الأحكام من خفيّ معانيه، ولا طريق إلى ذلك إلا عدم الوجدان وهي من أضعف الطرق عند علماء البرهان". وقد ارتقى المصنف في كتابته في باب التفسير إذ صنف بعد هذا الكتاب كتابه "فتح البيان" والذي فسر فيه مقاصد القرآن جامعا للرواية والدراية والاستنباط والأحكام.