متن جليل من متون الفقه الحنبلي، ألفه المصنف استجابة لرغبة أخ له باختصار جملة من أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الشيخان، فاقتصر في معظمه على المتفق عليه من الأحاديث إلا ما ندر من الصحيح أيضا والذي قد ينفرد به أحد الشيخين. يورد المصنف الأحاديث الواردة تحت كل باب مقتصرا على اسم الصحابي، أو ما يلزم من أسماء التابعين لفهم سياق رواية المتن. وقد يورد رواية أخرى أو أكثر عقب الحديث، وفي الأغلب تكون رواية مسلم للحديث. وقد رتبه على أبواب الفقه في العبادات والمعاملات. ولعل اقتصار المصنف على الصحيحين أكسبه صبغة متينة وثقة في صحة رواياته وقطعيتها؛ ولا يخفى ما لهذا الأمر من أهمية، إضافة إلى ما يفيده رواية الحديث متعلق الحكم من معايشة لسببه، وأين ومتى وكيف ورد هذا الحكم، وكذا ذكر كل الروايات الواردة في هذا الحكم على اختلاف وتنوع أحداثها، الأمر الذي يجعل الحكم أرسخ في النفس وأزكى من مجرد ذكر الحكم وإردافه بموطن الشاهد من الحديث، فكتب الله لهذا المتن القبول والانتشار والذي أدى بدوره لأن يتناوله بالشرح والتعليق الكثير من الأئمة الأعلام ولعل من أشهرهم ابن دقيق العيد في كتابه إحكام الأحكام والإمام ابن الملقن في كتابه الإعلام بفوائد عمدة الأحكام وكذا الإمام التلمساني في كتابه تيسير المرام شرح عمدة الأحكام، وممن شرحه كذلك وعلق عليه الفيروزآبادي والسفاريني وكذلك من المعاصرين الكثير من أمثال ابن جبرين وعبد الكريم خضير وعبد الله بن عبد الرحمن آل بسام وغيرهم. بل لقد صمم بعض المبرمجين المعاصرين موسوعة إلكترونية لشروح عمدة الأحكام وهي متوفرة على موقع روح الإسلام في الرابط أدناه: https://www.islamspirit.com/islamspirit_ency_374.php. ويعد هذا الكتاب مناسبا لطالب العلم المبتدي الذي يبتغي إحكام أدلة الفقه وحفظها، حيث يعد مرتكزا قويا لدراسة كتب المذهب أو المذاهب الأخرى، إضافة إلى ما يفيده من سهولة الحكم على الأحاديث الضعيفة والآراء الشاذة لما تحمله في الأغلب من مخالفة واضحة لصحيح الحديث، ومن جهة أخرى تحديد ما يصلح أن يرتقي لدرجة الحسن أو الصحيح لغيره من الروايات القاصرة عن درجة الصحيح.