عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير (مختصر تفسير القرآن العظيم)
أحمد شاكر
عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير (مختصر تفسير القرآن العظيم)
نبذة عن الكتاب

أصل فكرة هذا المختصر هو ما لاحظه المصنف بين القيمة العالية لتفسير ابن كثير لتطبيقه الفذ لمنهج تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بالمأثور، مقارنة بضعف العناية به سواء من ناحية الطباعة أو من ناحية انعدام الصحيح والتحقيق والمراجعة، مما يصعب على القارئ المتوسط الوصول لغرضه من فهم الآيات الكريمة مما يلقاه من الأبحاث الفنية الدقيقة في تخريج الأحاديث وتصحيح النقول ونقد الرجال بل واختلاف ألفاظ المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وهي في الأغلب ترجع إلى معنى واحد في تفسير الآيات. فبدا للمصنف أن يقوم بالعملين: نشر هذا التفسير في طبعة علمية محققة متقنة، وإخراج مختصر منه للقارئ المتوسط يحفظ عليه مقاصده. ثم إنه رأى أن يبدأ بما هو أيسر وأقرب للناس وهو التفسير المختصر وإن كان العمل فيه أكثر مشقة وأصعب دقة وقد قام المصنف في هذا المختصر بعدة أمور: ١- ضبط النص وتحقيقه على مخطوطتين لتفسير ابن كثير ٢- الإبقاء على الأحاديث الصحيحة مع ذكر مصدر الحديث وعدم الاكتفاء بالراوي ٣- ضبط الأخطاء الواردة سواء في الأعلام أو الأحداث. وقد حافظ المختصر على ميزات الأصل، وهي: تفسير القرآن بالقرآن، وجمع الآيات التي تدل على المعنى المراد من الآية المفسرة أو تؤيده أو تقويه، ثم التفسير بالسنة الصحيحة، ثم ذِكْرُ كثير من أقوال السلف في تفسير الآي. وحذف أسانيد الأحاديث مكتفياً بذكر الصحابي وتخريج ابن كثير له، كما حذف كل حديث ضعيف أو معلول – في تقديره طبعاً –، وحذف المكرر من أقوال الصحابة والتابعين اكتفاء ببعضها، وحذف الأخبار الإسرائيلية وما أشبهها، وما أطال به المؤلف من الأبحاث الكلامية والفروع الفقهية، والمناقشات اللغوية واللفظية مما لا يتصل بتفسير الآية اتصالاً وثيقاً. واقتصر في الأحاديث الطويلة والأحداث التاريخية المطولة على موضع الشاهد منها. وقد حافظ المختصر على آراء الحافظ ابن كثير وترجيحاته في تفسير الآيات، مجتهداً في إبقاء كلامه بحروفه ما استطاع. وقد صرح المصنف في مقدمة مختصره أنه بفطرته العلمية وبخبرته في شأن الكتب يكره الاختصار والتصرف فيها، ولكنه لمس الحاجة الماسة لتقريب هذا التفسير للمتوسطين الذين لم يمارسوا دقائق هذا العلم.