قواعد الترجيح عند المفسرين - دراسة نظرية تطبيقية
حسين حربي
قواعد الترجيح عند المفسرين - دراسة نظرية تطبيقية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب المتفرد في الأصل رسالة علمية قدمت لنيل درجة الماجستير من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقد دعا الباحث إلى التصنيف في هذا الموضوع ما وجده في الكتب المصنفة في التفسير من غث وسمين مما جعل تخلية كتب التفسير من كل دخيل علق بها وتجريدها من الآراء العقدية الفاسدة ضرورة ملحة لا غنى لأمة الإسلام عنها لتأخذ تفسير كتاب الله نبعا صافيا وموردا زلالا. فقام الباحث بتأصيل قواعد الترجيح من خلال دراسة نظرية مع تطبيقها على خلاف المفسرين من خلال كتب التفسير، فأبرز جملة من قواعد الترجيح في موضوع واحد مبينا موقف المفسرين منها ومدى تطبيقهم واعتمادهم عليها، مما يبين أسباب خلافهم. وقد اختار الباحث ثلاثة من كتب التفسير المشهورة ليطبق عليها قواعد الترجيح وهي: جامع البيان للطبري والمحرر الوجيز لابن عطية وأضواء البيان للشنقيطي. وسبب اختياره لهذه الكتب دون غيرها هو عناية أصحابها بالترجيح في خلاف المفسرين، إضافة إلى قلة استطرادهم في العلوم الأخرى كالفقه والنحو وغيرها. فالطبري مثلا لا يكاد يجاوز في تفسيره خلافا إلا ويختار ويرجح ويعلل ويحتج إلى جانب تميزه في جانب التفسير بالأثر. أما عن منهج المصنف فقد أوضحه بقوله: "استقرأت هذه الكتب الثلاثة... أقف عند كل خلاف وكل ترجيح وأقيد كل ذلك مقسما حسب خطة الرسالة، ثم تتبعت كلام شيخ الإسلام المتناثر في الفتاوى فيما يتعلق بالتفسير وأصوله... وجعلت كل مطلب من مطالب هذه الرسالة يمثل قاعدة أصلية وما يلحق بها من قواعد متفرعة عنها أو داخلة تحت مضمونها". وقد قسم المؤلف تلك القواعد إلى ثلاثة أقسام: القواعد المتعلقة بالنص القرآني والقواعد المتعلقة بالسنة النبوية والقواعد المتعلقة بلغة العرب، وقدم بين يديها جميعا بقاعدتين تتعلقان بالنسخ أنه لا تصح دعوى النسخ إلا بدليل يجب المصير إليه. وهذه القواعد منها ما هو منصوص عليها بلفظها ومعناها كقاعدة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"، ومنها ما يقل التنصيص عليها بلفظها بالرغم من العمل بها كقاعدة "تقدير ما ظهر في القرآن أولى في بابه من كل تقدير"، ومنها ما لم يجد المصنف من ذكرها بلفظها فاستخرجها من ترجيحات المفسرين كقاعدة "لا يصح حمل الآية على تفسيرات وتفصيلات لأمور مغيبة لا دليل عليها من القرآن أو السنة". وقد ذكر المؤلف في كل قاعدة معناها العام والتفصيلي وأدلتها وأقوال العلماء في اعتمادها وأمثلة تطبيقية عليها. وبوجه عام أحكم الباحث ترتيب رسالته في منهجية علمية موضوعية وأسلوب رصين بليغ واستدلال مقنع. وقد اختصر المؤلف كتابه رغبة في إتاحته للطلاب الدارسين في المرحلة الجامعية والدورات العلمية لا سيما وأن هذا الموضوع لم تفرد له دراسة مستقلة اللهم إلا ما هو مبثوث في كتب علوم القرآن وأصول التفسير ومناهج المفسرين.