قيام الدول وسقوطها
محمد العبدة
قيام الدول وسقوطها
نبذة عن الكتاب

يستعرض المفكر الداعية السوري المعروف محمد العبدة في هذا الكتاب معلما بارزا في علم السياسة والاجتماع والحضارة الإسلامية ألا وهو مقدمة ابن خلدون. والكتاب في الأصل دورة علمية ألقاها الكاتب، ثم جمع مادتها في كتاب بعنوان "نصوص مختارة من مقدمة ابن خلدون"، وثمة طبعة أخرى بعنوان "قيام الدول وسقوطها". قد قدم لكتابه بمقدمة بين فيها مكانة ابن خلدون وما أضافه في هذا الشأن، والدراسات المعاصرة التي لم توفه وتوف ما كتب حقه من التقدير، بل كانت بعيدة عن الاتجاه الإسلامي الأصيل؛ لذا فإن أصحاب الفكر الإسلامي الأصيل أولى بدراستها للاستفادة منها ووضعها في موقعها الذي تستحقه، لا سيما وقد لوحظ إعراض بعض من ينتسبون إلى الدعوة الإسلامية في هذا العصر عن دراسة التاريخ وشؤون الاجتماع الإنساني، مما جعلهم ضعيفي القدرة على التحليل والمقارنة ومعرفة الواقع، والذي لا يعرف الماضي لا يعرف الحاضر.ويتناول المؤلف موضوع الكتاب من خلال فصول ستة؛ أولها مدخل إلى المقدمة وهو جد نافع حيث تكلم فيه على مضمون المقدمة والغرض الدافع إلى كتابتها وكيف اكتشفت ولماذا اهتم بها أصحاب الاتجاهات العلمانية والعصرانية ولماذا أهملها آخرون، إضافة إلى لمحات عن حياة ابن خلدون وثقافته والتعريف ببعض المصطلحات. وفي الفصل الثاني تكلم على العمران البدوي وبعض ظواهره، والفصل الثالث في الدول العامة والملك والخلافة، والرابع يتناول المدن والأمصار، والخامس في المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع، والسادس في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه.وطريقة المؤلف في كل فصل التمهيد له أولا بذكر مضمونه وأهم المصطلحات الواردة فيه مع بعض التحليل اللازم لفهم الكلام وتوجيهه، ثم عرض النقول المختارة من كلام ابن خلدون في المقدمة، في سياق متصل لا تكاد تحس فيه فرقا بين كلام الكاتب وكلام ابن خلدون.والكاتب ينطلق من منطلق دعوي واضح، حيث ينعي على الدعوات والحركات الإسلامية التي قدمت تضحيات كبيرة عندما كان الأمر متعلقا بالدفاع والجهاد، لكن عندما تصل الأمور إلى إنشاء الدول وإلى السياسة والعلاقات الداخلية والخارجية وإلى المفاوضات والمداخلات، وإلى قطف ثمرة التضحيات، فإنها تقع في أخطاء كبيرة ويصيبها الإخفاق الذريع لأسباب كثيرة منها ضحالة التجربة السياسية.