رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية
غانم قدوري
رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير للمؤلف في كلية دار العلوم بالقاهرة. ويعد عنصر التميز في الكتاب تناوله للرسم المصحفي والكتابة العربية من وجهة نظر لغوية. وهذا يختلف عن الدراسات التي اكتفت بالوصف الدقيق لطريقة رسم الكلمات في المصاحف دون التطرق للتفسير الصوتي لظواهر الرسم العثماني. ومن ثم كان هذا البحث يهدف إلى تفسير ظواهر الرسم مع محاولة التأريخ لاستعمال العلامات الكتابية في تكميل الرسم العثماني. وقد اتبع المؤلف فيه المنهج اللغوي التاريخي الذي يقوم على تتبع الظواهر الهجائية في أقدم صورها، ثم يحاول تفهم ما يبدو فيها من قصور في تمثيل النطق تمثيلا دقيقا على ضوء حقيقة كون الكتابات عامة أقل تطورا وأبطأ خطى في مواكبة تطور اللغة المنطوقة فيتغير نطق الكلمة دون أن تتغير صورة هجائها. وتتألف الدراسة من ستة فصول: الفصل الأول بمثابة تمهيد تناول فيه المصنف تاريخ الكتابة العربية وخصائصها قبل مرحلة الرسم العثماني إلى جانب بيان الأسس التي تقوم عليها الكتابة. ثم درس المصنف في الفصل الثاني تاريخ كتابة القرآن في حياة النبي وجمعه في خلافة الصديق ونسخه في المصاحف في خلافة عثمان مع بيان بعض القضايا المتعلقة بذلك. ثم درس في الفصل الثالث موضوعين: الأول مصادر الظواهر الهجائية في الرسم العثماني، والثاني بيان موقف العلماء من قضيتين: الأولى موقفهم من التزام الرسم العثماني في كتابة المصحف، والثانية موقفهم من تفسير الظواهر الهجائية التي تظهر في الرسم العثماني. أما الفصل الرابع -وهو بيت القصيد- فقد درس الرسم العثماني من جميع جوانبه دراسة لغوية تحليلية تتناول دراسة الكتابة على مستوى الرمز الواحد كالصوامت والحركات وعلى مستوى الكلمة حيث بيَّن معنى الكلمة من وجهة نظر الكتابة وما يتعلق بذلك من فصل أو وصل بعض الكلمات المحدودة المقاطع في الرسم العثماني. وأفرد المؤلف الفصل الخامس لبيان جهود علماء الرسم والعربية في تكميل الرسم العثماني بواسطة العلامات الخارجية خلال العديد من المحاولات حتى استوى على ما نجده اليوم في المصاحف وما نستخدمه في الكتابة. أما الفصل السادس والأخير فكان دراسة للعلاقة بين الأداء والرسم. واختتم المصنف كتابه بمبحث أخير بيَّن فيه العلاقة بين الرسم المصحفي والرسم الإملائي ومقدار الأثر الذي تركه كل منهما في الآخر. ويحمد للكاتب أنه عدَّ كتابه فاتحة منهج صحيح في دراسة الرسم المصحفي وتاريخه راجيا أن تكون تفاصيل المعلومات صحيحة في أكثرها ولكنها ليست آخر ما يمكن أن يقال في هذا المجال. وربما أفاض المؤلف في ذكر مختلف الأقوال مما قد يصرف القارئ عن الغرض الأساس الذي يعالجه الفصل، ولكن هذا الملمح يصدق على طالب العلم المدقق أكثر من غيره من طالبي المعلومة الموجزة.