شرح الأصول الثلاثة
عبد الرحمن البراك
شرح الأصول الثلاثة
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب هو شرح مختصر لمتن "الأصول الثلاثة" للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصله شرح للعلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك، إمام العقيدة المتقن وعضو هيئة التدريس سابقا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ألقاه في أحد مساجد مدينة الرياض، وتمت مراجعته وعرضه على الشيخ لإقراره وتعديله وإخراجه على صورة كتاب مقروء ليعم به النفع. وقد شرح فيه الشيخ رحمه الله هذا المتن صغير الحجم عظيم الفائدة. ومتن الأصول الثلاثة هو ضمن سلسلة رسائل قصيرة وضعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الإمام المجدد الذي نشر دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، وتتضمن هذه الرسائل كتاب التوحيد، ثلاثة الأصول، القواعد الأربع، أصول الإيمان، كشف الشبهات..وقد بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رسالته ببيان وجوب تعلم أربع مسائل: وهي العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه. والعلم هو معرفة الله، ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. ثم بين أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث مسائل والعمل بهن: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولا؛ فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب. ثم بين أن الحنيفية ملة إبراهيم هي أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين. ثم بين الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها، وهي معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.ثم شرع في بيان كل أصل، بالأدلة من القرآن والسنة، ويتحرى الصحيح ما أمكن.وقد استخدم المصنف رحمه الله أسلوب التقرير بذكر المسائل ثم ذكر أدلتها، بعكس ما فعل في كتاب التوحيد، وقد أطنب رحمه الله بذكر الأدلة، كما استخدم رحمه الله أسلوب السؤال والجواب في الأصل الأول ليقرب المعاني للطالب المبتدئ، واستطرد في بعض المسائل التي يحُتاج إليها كمسألتي الهجرة والبعث. ومما يظهر أن المصنف كان يؤلف من حفظه، لذا جاءت كثير من النقولات بمعناها القريب أو بملخصها.ويمتاز المتن بقوة العبارة ووضوحها، وإيراد الأدلة من القرآن والسنة الصحيحة، وبيان عقيدة أهل السنة بغير إفراط أو تفريط. وقد خلا المتن من تعقيدات متون الاعتقاد عند المتكلمين، وجفاف متون أخر عند أهل السنة، وقد طبعت هذه الرسالة عدة مرات، وهو عادة ما يوجد في رسالة واحدة مع: "القواعد الأربع"، و"شروط الصلاة". وله شروحات كثيرة.والشارح رحمه الله يعلق على عبارات المؤلف ويوضح معانيها ويشرح فوائدها، بأسلوب سهل واضح ميسر للقارئ، وهو يسير على نفس ترتيب المؤلف.ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عموما تمتاز بالاختصار وجريانها على نمط متون المتقدمين المحققة، وتقريرها عقيدة أهل السنة اتباعا لأئمة السنة مالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم، والأئمة المجددين من بعدهم ابن تيمية وابن القيم، والشيخ حنبلي المذهب إلا أنه لم يتقيد به إذا ترجح له الدليل، فضلا عن اتباعه أهل السنة في أصول الدين بلا تعصب لإمام.وقد أكد الشيخ في كتاباته ودعوته على ضرورة الرجوع إلى الكتاب والسنة، وعدم قبول أي أمر في العقيدة ما لم يستند إلى دليل مباشر، واعتماد منهج أهل السنة والجماعة في فهم الدليل والبناء عليه، ودعا إلى تنقية مفهوم التوحيد، مطالبا المسلمين بالرجوع به إلى ما كان عليه المسلمون في الصدر الأول للإسلام. فعملت دعوة الإمام المجدد رحمه الله على إيقاظ الأمة الإسلامية فكريا بعد أن عانت زمنا طويلا من التخلف والخمول، والتقليد الأعمى. كما اعتنى بتعليم العامة، وتفتيح أذهان المثقفين منهم، ولفت أنظارهم إلى البحث والدليل، ودعوتهم إلى التنقيب في بطون أمهات الكتب والمراجع قبل قول أية فكرة، فضلا عن تطبيقها. فكان رحمه الله فارس الميدان في تصحيح ما وقع من خلل في اعتقاد الناس في الأزمنة المتأخرة، بأقصر العبارات، وأوضح الاستدلالات، فأسلوب ابن عبدالوهاب في أغلب رسائله يعتمد على المباشرة في الخطاب، وقلة مباني الخطاب بشكل لا يخل بالمقصود، ومراعاة حال المخاطب، وكان أغلبهم عوام، وجهالا، أو متلبسين بشرك زينه لهم عباد جهال، أو علماء سوء وفتنة. ولهذا تميزت كتاباته بشدة تعلقها بقضايا الواقع والشبهات المثارة فيه، لأن غايته رحمه الله كانت تصحيح تلك الانحرافات وإحياء عقيدة أهل السنة في بلده، والدعوة إلى التوحيد بصفائه. وكتابات الشيخ، بالرغم من أن لغتها العربية متأثرة بلهجة أهل نجد، إلا أنها واضحة مستقيمة، وتمتاز عن كتابات أبنائه وأحفاده - المتنوعة والمتباينة أحيانا - بالضبط والجزالة، وتصطبغ بصبغة الشيخ التي تجمع بين الدعوة للحق والرحمة بالخلق.