شرح مختصر الروضة - الطوفي
الطوفي
شرح مختصر الروضة - الطوفي
نبذة عن الكتاب

شرح مختصر الروضة هو شرح لمختصر كتاب "روضة الناظر وجنة المناظر" لشيخ الإسلام موفق الدين بن قدامة المقدسي الحنبلي، وهو كتاب في أصول الفقه على مذهب الحنابلة، استقاه من "المستصفى" للغزالي واشتهر في ذاك العصر، فاختصره الطوفي الأصولي الحنبلي البارع وسماه "البلبل في أصول مذهب أحمد بن حنبل"، ثم شرحه بنفسه. والكتاب رتبه على مقدمة تضمنت أربعة فصول: في تعريف أصول الفقه، وفي التكليف، وفي أحكام التكليف، وفي اللغات؛ ثم الكلام على أصول الفقه أصلا أصلا، فالمتفق عليها أربعة وهي الكتاب، والسنة، والإجماع، واستصحاب الحال؛ والمختلف فيها أربعة وهي شرع من قبلنا، وقول الصحاب، والاستحسان، والاستصلاح؛ ثم الكلام على مسائل القياس، كتعريفه وأقسامه والعلة ومسالكها والسؤالات والواردة على ذلك؛ ثم الكلام على مسائل الاجتهاد، كتعريفه وأنواع المجتهدين ومسالك الترجيح والتقليد وأحكامه. ويمتاز الشرح ببسط العبارة وسهولتها، ووضوح المعنى، وحسن الأسلوب، ودقة التعبير، وتحديد ما يقصد من كل عبارة في المتن، مع نفي ما توهمه من معان غير مقصودة، وبيان المعاني اللغوية للألفاظ إن احتاج الأمر، مقتصرا على ما يقتضيه المقام، مع التنبيه على بعض الفوائد اللغوية، مستندا في ذلك كله إلى المصادر اللغوية الموثوقة، كـ "الصحاح" وغيره. وقد اعتنى بعرض المسائل عرضا واضحا مع تحرير محل النزاع فيها وبيان آراء الأصوليين حولها، وعزو الآراء إلى قائليها، وتصحيح ما وقع فيه غيره من خطأ في العزو. وفي شرحه عناية ببيان وجوه الدلالة من النصوص على المطلوب، مستخدما في ذلك الصياغة المنطقية، في يسر وسلاسة لا يستثقلها القارئ. ثم إن الكتاب مليء بمناقشة المسائل والترجيح فيها بما يبرز بجلاء شخصية المؤلف الأصولية. وللقيمة الكبيرة لهذا الشرح اعتمد كثير من أكابر العلماء عليه في مؤلفاتهم الأصولية، مثل المرداوي في "تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول"، والفتوحي في "شرح الكوكب المنير". يقول عنه ابن بدران: "وقد شرحه مؤلفه في مجلدين، حقق فيهما فن الأصول، وأبان فيه عن باع واسع في هذا الفن واطلاع وافر، وبالجملة فهو أحسن ما صنف في هذا الفن وأجمعه وأنفعه، مع سهولة العبارة وسبكها في قالب يدخل القلوب بلا استئذان". والكتاب جاء على وفق مذهب الحنابلة، ولا أثر فيه لشيء مما اتهم به الطوفي من التشيع أو القول بتقديم المصلحة.