هذا شرح لمقدمة ابن تيمية في أصول التفسير، والتي تضمنت قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه، والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل، والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل. ولقد دعا المؤلف إلى هذا الشرح ما وجده من نقص في شروح بعض العلماء الذين تناولوا المقدمة بالشرح شفويا أو كتابة (وهنا نلمس ملمح الإنصاف لدى المؤلف إذ ذكر اطلاعه على بعض الشروح للمقدمة كشرح ابن العثيمين وابن جبرين وصالح بن عبد العزيز آل الشيخ وعبد الرحمن بن صالح الدهش وصالح الأسمري، مع تصريحه في الوقت نفسه بأنه لم يتسنَّ له الاطلاع على شرح الشيخ محمد بازمول). ولقد قام المصنف بعد مراجعة مخطوطة دار الكتب القومية بمصر بتقسيم المقدمة إلى فقر مرقمة ووضع عناوين جانبية للموضوعات التي طرحها الشيخ في رسالته مع التعليق على نص المقدمة بما يحتاجه النص، وتوضيح ما غمض من عبارات هذه المقدمة مع بيان الأمثلة التفسيرية الواردة بها وذكر ما يجده من الموطن الأخرى من كتبه التي تكلم عنها فيما يخص موضوعات المقدمة التفسيرية مع الإعراض عن تفصيل المسائل العلمية التي لا علاقة لها بالتفسير. وقد جعل المصنف كل فصل من فصول مقدمة شيخ الإسلام قبل شرحه، وذلك في الطبعة الثانية، بخلاف الطبعة الأولى التي جعل فيها جميع المقدمة في مكان واحد، ثم أتبعها بشرح الفصول فصلا فصلا. وقد بدا هذا التقسيم جليا في فهرس الكتاب حيث كان يصدر المؤلف الفصل بمتن مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير مع ما وضعه المصنف من عناوين جانبية عليه ثم يضع عنوانا في الفهرس بشرح هذا الفصل؛ فيقول مثلا: بيان النبي معاني القرآن لأصحابه، ويضع تحته العناوين الجانبية، ثم يقول: شرح بيان النبي معاني القرآن لأصحابه. وهكذا في سائر موضوعات المقدمة؛ وهي اختلاف التنوع واختلاف التضاد في تفسير السلف، والاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل ومن جهة الاستدلال، وأحسن طرق تفسير القرآن. وختم المؤلف كتابه بملاحق علمية من فتاوى ابن تيمية والصواعق المرسلة ومختصره ومنهاج السنة النبوية.