أصل هذا الشرح أربعة عشر درسا ألقاها الشيخ في شرح كتاب "مقدمة في أصول التفسير" لابن تيمية رحمه الله، فقام بعض طلاب العلم بتسجيل هذه الدروس، وتفريغها، ضابطا الآيات والأحاديث، مع تخريجها. ثم إن الشارح رأى عبارات تستساغ سمعا لا قراءة، وكلمات موهمة في المراد، مع إحالات تحتج إلى عزو وبيان، وتكرار في المعاني، يصلح في الكلام لا في الكتابة، فحذف المكرر من لفظه، وأقام عبارته، لتسهل قراءته، وبيَّن العزو، ونقل الكثير من الإحالات بنصها، وحذف المعاد من المعاني في ثناياه. أما عن المقدمة فهي من نفائس ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فقد ذكر فيها قواعد نافعة لفهم أصول التفسير، وهي صغيرة الحجم، تقع في 46 صفحة بحسب مجموع الفتاوى في الجزء رقم 13 من ص 329 حتى ص 375. هذا الكتاب مع صغر حجمه إلا أنه أصل فيه أصولا نفيسة حتى إن العلماء لما جاءوا بعده أشادوا به وصاروا يوردون قطعا كبيرة منه في ثنايا مصنفاتهم؛ فابن كثير رحمه الله أورد جملة كبيرة منه في أول تفسيره. والسيوطي في "الإتقان" أورد جملة كبيرة من هذا الكتاب في ثنايا كتابه وكان يصفه بالنفاسة. وقد أدار -رحمه الله- هذا الكتاب على فصول تكلم فيها عن عدة مسائل؛ تكلم في فصل قاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم مامات حتى فسر جميع القرآن. وفصل عن تفسير الصحابة والتابعين ونوع الاختلاف الحاصل بينهم في التفسير. ثم تكلم عن أنواع التفسير بالرواية والدراية، التفسير بالمنقول والتفسير بالرأي. ثم تكلم في فصل عن أهمية تفسير التابعين. وركز الكلام على أهمية تفسير الصحابة. ثم ختم الكلام عن خطر التفسير بالرأي؛ موردا أثناء ذلك جملة من القواعد والفوائد، مما أثرى كتابه وجعله متميزا على غيره من الكتب. وقد مرَّ الشارح في دروسه على الأصل بنفس ترتيبه؛ فتناول: في الدرس الأول: نبذة مختصرة عن شيخ الإسلام ثم تعريف أصول التفسير - موضوعه، مراحله. الدرس الثاني: شروط قبول التفسير بالدراية - معنى التفسير، شرح عبارة ( ليس كل ما صح لغة صح تفسيرا). الدرس الثالث: عن معاني الإعراض وأنواع الهداية. الدرس الرابع: شرح قاعدتين؛ الأولى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما مات حتى فسَّر لأصحابه جميع القرآن. والثانية: أن خلاف السلف في التفسير قليل. الدرس الخامس: التعريف بالمثال. الدرس السادس: نوعا الاختلاف بين التنوع والتضاد. الدرس السابع: ضوابط قبول القصص والأخبار. الدرس الثامن: تقوية الحديث الضعيف بتعدد طرقه. الدرس التاسع: الحكم على الحديث لا يتوقف على مجرد السند. الدرس العاشر: ضابط التفسير بالمأثور والفرق بين كتب التفسير بالمأثور وكتب التفسير بالرأي. الدرس الحادي عشر: ليس لأحد أن يفسر القرآن أو الحديث على غير تفسير الصحابة والتابعين. الدرس الثاني عشر: الفرق بين التأويل والتفسير. الدرس الثالث عشر: كلام التابعين في التفسير. الدرس الرابع عشر والأخير: مراعاة السياق في التفسير.