تأصيل بحث المسائل الفقهية
خالد بن عبد العزيز السعيد
تأصيل بحث المسائل الفقهية
نبذة عن الكتاب

يتناول هذا الكتاب الزاوية التاريخية لكيفية بحث المسائل الفقهية وتأصيلها وبيان تطورها على نحو يجمع بين التنظير والتطبيق. ويهدف المصنف إلى عرض ما درج عليه سلف الأمة وفقهاؤها في فصول تُعنى ببيان مراحل بحث المسائل الفقهية وبيان مفهومها ومظانها وصياغتها وأمثلة تطبيقية عليها. وتأتي أهمية الكتاب من كونه يمثل جزءا من الحراك العلمي الذي يناسب الواقع ومتغيراته من خلال عرض المضامين العلمية وتهيئتها للدارسين لا سيما المبتدئين منهم. ومن ثم كان من أسباب اختيار هذا الموضوع بيان جهود العلماء من خلال إبراز فقهياتهم ومناظراتهم، وإضافة الجانب التطبيقي العملي إلى جانب التأصيل العلمي في مسيرة التفقه لطلاب العلم، وعدم وجود الكتابات الجامعة لأطوار بحث المسائل الفقهية ومفاهيمها ومظانها والتطبيقات العملية عليها. وللباحث أسلوب منهجي في بحثه إذ يصور المسألة المراد بحثها تصويرا دقيقا ليتضح المقصود من دراستها، ثم إنه يذكر مواضع الاتفاق مقرونة بالدليل، ويحرر محل النزاع في مواطن الخلاف. ويتألف محتوى البحث من ثلاثة فصول مقسَّمة إلى مباحث ومطالب؛ يتناول الفصل الأول بيان تعريفات وأنواع المسائل الفقهية والتي قسمها الباحث إلى المسائل الإجماعية والوفاقية والخلافية. ثم يتناول الفصل الثاني -وهو بيت القصيد- مراحل بحث المسائل الفقهية؛ من حيث تصوير المسألة الفقهية مفهومه ومظانه وصياغته ومثال تطبيقي عليه، وتحرير محل النزاع في المسألة الفقهية الخلافية، والأقوال في المسألة الفقهية، والأدلة في المسألة الفقهية، ومناقشة الأدلة في المسألة الفقهية، والترجيح في المسألة الفقهية، وسبب الخلاف فيها، وثمرة الخلاف. أما الفصل الثالث فقد تناول فيه المصنف مسائل تطبيقية لأنواع المسائل الفقهية؛ وفيه مثال تطبيقي على كل نوع من المسائل الفقهية الإجماعية والوفاقية والخلافية. أما عن الدراسات السابقة فإن الباحث أشار إلى أنه لم يجد دراسة مخصصة لموضوع مراحل البحث في المسائل الفقهية، ولكن أفضل ما وقف عليه هو: كتاب "منهج البحث في الفقه الإسلامي" لعبد الوهاب أبو سليمان" إلا أنه تناول الجوانب المضمونية والشكلية للبحث دون الجانب التاريخي، و"ضوابط للدراسات الفقهية" لسلمان العودة إلا أنه لم يتوسع في الجوانب العملية المنظمة لعملية البحث، وإنما اكتفى بعرض بعض القواعد والضوابط النافعة.