أصل هذا الكتاب رسالة علمية نال بها الباحث درجة الدكتوراه من جامعة الملك سعود. وقد دعاه إلى التصنيف في هذا الموضوع أهمية تفسير القرآن بالقرآن باعتباره أحسن أنواع التفسير وأجلها بإجماع أهل العلم، مما جعل بعض الطوائف تتوسع في إيراده مستغلة شرف هذا النوع من التفسير لإثبات عقائد مخالفة لطريقة السلف، فكان من اللازم أن يُخص هذا النوع بالدراسة المتأنية تقعيدا وتأصيلا وتوضيحا لمعالمه وطرائق العلماء فيه. وقد أوضح المصنف أهمية بحثه بكونه يسهم في تقويم كثير من أقوال المفسرين في ضوء الضوابط والقواعد القرآنية مما يبين أسباب الانحراف لديهم فيتيسر الرد عليهم من خلال التفسير الصحيح للقرآن بالقرآن بعد عرضه على جميع أصول التفسير كالسياق والقرائن والظاهر والمؤول ونحوها. ومنهج البحث يعتمد على الاستقراء لعدد من التفاسير والمؤلفات المنحرفة التي احتوت على عشرات الأمثلة لتفسير مردود للقرآن بالقرآن لا سيما في آيات العقيدة كآيات صفات الله تعالى وآيات القدر والإيمان والصحابة وغيرها. ويتألف البحث من ستة فصول هي: الفصل الأول ويتضمن التعريف بتفسير القرآن بالقرآن وأهميته وحدوده وحجيته ومصادره. الفصل الثاني عن الضوابط المتعلقة بتفسير القرآن بالقرآن وقد قسمها الباحث إلى خمسة أقسام هي الضوابط المتعلقة بكل من الأثر والقرائن والسياق واللغة والقراءات مع التمثيل على كل نوع. الفصل الثالث عن أسباب الخطأ الخاصة بتفسير القرآن بالقرآن وهي توهم التعارض بين الآيات وتوهم اتفاق المعاني بين الآيات واعتقاد الاتفاق في جهة الفعل والفاعل والاعتماد على المقابلة بين الآيات. واختص الفصل الرابع بالأسباب المتعلقة بالعقيدة وهي تقديم المقررات السابقة واتباع المتشابه وترك المحكم واعتقاد استحالة المعنى والتأويل الفاسد وتقديم العقل على النقل. أما الفصل الخامس فكان عن أسباب الخطأ المتعلقة بأصول التفسير وهي مخالفة السياق القرآني ومخالفة الحديث النبوي ومخالفة أقوال السلف. وفي الفصل السادس جاءت الأسباب المتعلقة باللغة وهي مخالفة لغة العرب والتفسير بمجرد اللغة والحمل على المجاز والتمثيل. ويتميز البحث في كل فصوله ومباحثه بالتمثيل من خلال الآيات التي تم تفسيرها خطئا بآيات أخرى مع بيان مذهب أهل السنة في المسألة ونقول أهل العلم فيها.