تفسير آيات الأحكام
محمد علي السايس
تفسير آيات الأحكام
نبذة عن الكتاب

ينتمي هذا الكتاب إلى فئة كتب التفسير الفقهي. وهو يُعَدُّ من المراجع المهمة في كتب آيات الأحكام؛ إذ حوى جل آيات الأحكام. وتأتي أهمية الكتاب من تميز مؤلفه بالعقلية الفقهية التي تجعله يعني ما يقول وينقل؛ فهو صاحب نظرة ثاقبة، ويظهر ذلك في طريقة العرض وإيصال الفكرة أو المسألة الفقهية التي يريد سواء منها ما يتعلق بالمسائل الأصولية، أو المسائل الخلافية أو المتفق عليها، أو ما يتعلق عموما بالأحكام المستفادة من الآيات. وهو يحتوي على تفسير لآيات الأحكام في ثمانية وعشرين سورة، وعدد الآيات ثلاثمائة وإحدى وعشرين آية. وبهذا يظهر أن الشيخ السايس استخدم المنهج الاستقرائي حيث تتبع السور القرآنية، وبعد قراءتها استخرج آيات الأحكام منها، ثم درسها دراسة وافية. ويتلخص أسلوبه العام في عرض مادة الكتاب فيما يلي: يذكر الآية -أو الآيات- التي يريد استخراج الأحكام منها، ثم يحلل لفظيا ما في الآية من كلمات تحتاج إلى بيان، وكذلك النحو والإعراب، ويذكر المناسبة بين الآية والتي قبلها، إن كانت متصلة بها، ويذكر سبب النزول للآية التي لها سبب، مع تنزيل الآيات على أحكامها. وهو يسلك تفسير المعنى بالمأثور ويعتمد بالدرجة الأولى في مصادره على تفسير ابن جرير الطبري صاحب كتاب "جامع البيان في تفسير القرآن"، وكذلك يعتمد على تفسير الإمام السيوطي صاحب كتاب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور". ثم إنه يسلك كذلك تفسير المعنى بالرأي، ويعتمد في ذلك على الفخر الرازي صاحب كتاب "مفاتيح الغيب"، وكذلك على الزمخشري الذي يغلب عنده المنحى اللغوي والعقدي، وأيضا الإمام أبو السعود صاحب كتاب "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم"، إضافة إلى الألوسي صاحب كتاب "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني". أما من ناحية الأحكام فنجده يعتمد على تفسير الإمام القرطبي وعلى الإمام الجصاص إضافة إلى ابن العربي. ومن الناحية الفقهية المذهبية فإنه يسرد آراء المذاهب ويصرح في كثير من الأحيان بالمراجع التي اعتمدها. ومن الناحية العقدية فقد يتطرق للأمر إن وجد حاجة تترتب عليه. وأخيرا من الناحية اللغوية فكثيرا ما يعنى بهذا الأمر ويستشهد لما يقوله من كلام العرب، إضافة إلى أوجه القراءة. فكان كتابا شافيا في حكمه، وعونا لأهل العلم بتنوع الآراء مع الاستدلال، يرجع إليه في موضع الحاجة. وقد انعكس هذا بوضوح على تفسيره لآيات الأحكام، والذي يُلمس من ترجيحاته وردِّه لبعض الآراء الفقهية لبعدها عن المعنى القريب للآية أو الحديث الدال على الحكم الشرعي، فيتبع في ذلك تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة. ولكتاب تفسر الأحكام للسايس عدة طبعات؛ منها ما هو محقق، ومنها ما هو مخرج الأحاديث فقط، ومنها ما يقع في مجلد واحد يضع أربعة أجزاء، ومنها ما كان في مجلدين، وقد كُتب على بعضها عبارة "أشرف على تنقيحها وتصحيحها محمد علي السايس". ويمتاز الكتاب باحتوائه على العلوم المختلفة والمصادر المتنوعة التي تعين على فهم كتاب الله، إضافة إلى إحسان النقل والاقتصار في ذلك على المقدار الذي يخدم الحكم مع الدليل وتوجيهه، والدقة في اختيار أقوال العلماء مع الإنصاف، وقيامه بالكثير من المناقشات مدعما آراءه بالدليل والبرهان، وعدم تحميل الأدلة ما لا تحتمل، مع الاعتناء بجوانب اللغة والإيمانيات. فهذه الميزات تضفي على الكتاب قيمة علمية كبيرة جعلته يقرر في بعض الجامعات، مما جعل غير واحد من الذين كتبوا في آية أو آيات الأحكام يستفيدون منه، وكذا بعض من ألفوا في تفسير آيات الأحكام كالدكتور وهبة الزحيلي في كتابه "التفسير المنير" والشيخ محمد الصابوني في كتابه "روائع البيان في تفسير آيات الأحكام".