ذكر المصنف في مقدمته أنه اقتصر في كتابه هذا على تفسير جزء عم لمسيس حاجة الناس إليه وكثرة ترداده بينهم. وهو عالم متخصص في القرآن وعلومه. وقد اعتمدت جامعة الملك سعود مصنفه كمرجع رئيس لطلبة البكالوريوس بقسم الدراسات القرآنية. ولقد اعتمد المصنف في هذا التفسير على تفسير الطبري وترجيحاته، لما فيها من الفوائد في قواعد الترجيح وضوابطها، وبيان المفردات اللغوية وشواهدها. إضافة إلى الرجوع إلى تفيسيرات أخرى كتفسير ابن تيمية وابن القيم للآيات، وتفسير ابن كثير، والتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور. ولم يتطرق في تفسيره للنحو والبلاغة والفقه بل اقتصر على بيان المفردات اللغوية في المتن، كل ذلك بعبارة سهلة وأسلوب. موجز. وإن ورد خلاف بين المفسرين أو فوائد متعلقة بالآيات موضع التفسير أوردها في الحاشية. وقد ذكر في مقدمته مختصرا عن أصول التفسير ومناهج المفسرين رتبه في أربع مسائل عن مفهوم التفسير وأنواع الاختلاف في التفسير وأسبابه وطبقات السلف في التفسير وتفسيرهم للمفردات. ثم شرع بعد ذلك في تفسير سور جزء عم من خلال عرض السورة بتقسيمها إلى آيات وشرح كل آية في المتن ولو احتاج الأمر إلى تعليق أثبت ذلك في الحاشية. الكتاب يعد مناسبا للمبتديء، ويمتاز باستيفاء المتن لحاجة المبتديء لأن المصنف جعل المتن في صلب التفسير مع اختيار ما ترجح عنده من الأقوال في المسائل المختلف فيها، مع مزيد بيان في الحاشية لمن أراد التوسع نوعا ما في الاختلاف الوارد في التفسير وبيان سببه وذكر الراجح من الأقوال بعد توجيهها. وعموما فإن الحاشية لم تكن مقصد المؤلف من تصنيفه فلم يضع لها نظاما مطردا، ورغم ذلك فتكاد لا تخلو صفحة من حاشية مليئة بالتعليق على التفسير المجمل للآية. وتعد طريقة المتن والحاشية من الطرق المبتكرة في التفسير، وهي تتميز بمناسبتها للمبتدئ والمتقدم على حد سواء حيث تلائم كليهما، فمن احتاج التفسير المجمل بكلماته اليسيرة وأسلوبه المباشر مع اعتماد الراجح من الأقوال مع العبارات الموجزة فعليه بالمتن يقتصر عليه وينال المراد ليرسخ في ذهنه ويسهل عليه حفظه والعمل به وأدائه كما عرفه، أما من رام التوسع وأحب جمع الأقوال في المسألة فعليه بالحاشية فإن تجميعها منظم وواف ومؤد للمقصود بإذن الله.