يتحدث هذا الكتاب عن كيفية الانتفاع بالقرآن ليتحقق التغيير للفرد ثم الأمة. ويوضح المصنف أن السبب الذي دفعه ليكتب في موضوع القرآن وقيمته العظيمة هو الواقع المرير الذي تحياه الأمة واحتياجها الماس إلى مشروع ينهض بها ويعيدها إلى سيرتها الأولى كي تخرج به من النفق المظلم الذي تسير فيه وتنهض من كبوتها التي طالت. لذا فإنه يركز على تشخيص مرض الأمة في جفائها لكتاب الله، ومن ثم كيفية التعامل مع القرآن بالطريقة التي تحقق هدف التغيير. وجدير أن المصنف قد ألمح إلى عدم تسفيه أو تخطئة من لا يتعامل مع القرآن بهذه الطريقة أو القول بحرمانه الأجر والثواب، وإنما حاله سيكون عدم الانتفاع بالقرآن بالشكل الصحيح. وقد نظم المؤلف كتابه في سبعة فصول تناول في الفصل الأول: تعظيم قدر القرآن والسنة وتحديد مشكلتنا بأنها إيمانية واقتران الإيمان بالعمل الصالح، ثم في الفصل الثاني كان الحديث عن مداخل الشيطان للصد عن كتاب الله، والفصل الثالث عن بعض من مظاهر تأثير القرآن في القلوب، والفصل الرابع والخامس عن تأثر الرسول به، وكذا الصحابة من بعده، ثم كان الكلام في الفصل السادس عن أسباب عدم الانتفاع بالقرآن، وأخيرا سبل تحقيق الوصال بين القلب والقرآن. ويميز الكتاب كثرة المراجع التي ضمنها المصنف في ثنايا كتابه وأحسن وضعها في أماكنها مع العزو إليها وتخريج الأحاديث على نحو مجمل وافٍ، ذلك مع سهولة الأسلوب وسلاسة العبارة والاعتماد على التشبيه كتشبيه الإيمان بفصيلة دم الأمة وتشبيه القرآن بالعمود الفقري للإيمان. وساعدت العناوين الجانبية في توضيح أفكار الفقرات التي يدور حولها الفصل مع اهتمام المصنف بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة وكثرة الاستشهاد بأقوال السلف والخلف في المسألة موضع البحث. وعلى الرغم من تركيز المصنف على جانب أعمال القلب والجوارح إلا أنه ضمَّن في ثنايا كلامه الرد على شبهات المخالفين. ورغم أن المؤلف يعد واحدا من أعلام جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه لم ينشغل بالعمل السياسي على حساب الدعوة والتربية الإيمانية؛ فله العشرات من الكتب في هذا الباب، والتي تهدف إلى تزكية الفرد لنفسه والتخلص من الآفات والمثبطات والعوائق، ومن ثم فإنه يوجه رسالاته إلى الفئة العامة من الأمة ولا يعدم بالتذكير الماضون على سبيل الرشاد.