تاريخ الدولة العثمانية النشأة والازدهار
سيد محمد السيد
تاريخ الدولة العثمانية النشأة والازدهار
نبذة عن الكتاب

في هذا الكتاب يتناول كاتبنا وهو الأستاذ المتخصص في التاريخ والحضارة العثمانية بجامعة الإسكندرية تاريخ الدولة العثمانية وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة - كما هو عنوان الكتاب. ولا يخفى على القارئ أن التاريخ العثماني قد احتل مساحة زمانية ومكانية مديدة ربطت بين العصرين الوسيط والحديث والجناحين الشرقي والغربي على مدى أكثر من ستة قرون متتالية. فقد شهدت الدولة العثمانية مرحلة المخاض العسير في الانتقال بين العصرين الوسيط والحديث، حيث سقطت دول وإمبراطوريات وقامت أخرى، وزالت أسر حاكمة وظهرت أخرى.وخلال هذه المرحلة، لعبت الدولة العثمانية دورا هاما في منطقة امتدت من بلاد فارس والخليج العربي شرق حتى بلاد النمسا والمغرب غربا، ومن جنوب موسكو والقفقاس (القوقاز) وبولندا شمالا حتى بلاد الحبش والمحيط الهندي جنوبا؛ فكانت العنصر الفعال في حالات المد والجزر في تلك المنطقة، سواء خلال عصر النشأة والازدهار أو في صر الضعف والانهيار، كما امتد هذا التأثير حتى عصرنا الحاضر.وقد قصد المؤلف من وراء كتابه إلى داسة تاريخ هذه الدولة دراسة "محايدة" بعيدة عن التعصب والانحياز أو التحامل والتشويه، وذلك للبحث عن جذور المشكلات، ومن ثم لإماطة اللثام عن كثير من الحقائق المغيبة حول تاريخ الدولة العثمانية، حتى ينجلي أمام القاصي والداني حقيقة الادعاءات حول الاستعمار العثماني، ومساوئ الحكم العثماني، ودور الدولة العثمانية في تأخر العالم العربي ورجعيته، وغيرها من المزاعم.وينقسم الكتاب إلى مدخل وأربعة فصول وخاتمة، فتعرض في المدخل لتاريخ الدول الي قام الترك بتأسيسها قبل اعتناقهم الإسلام وبعده، وفي الفصل الأول تتبع المؤلف وقائع الدولة العثمانية خلال مرحلة التأسيس وأهم إنجازاتها الحضارية. أما في الفصل الثاني فقد استعرض وقائع الدولة العثمانية خلال عصر الازدهار. وفي الفصل الثالث تتبع عوامل الخلل التي أدت إلى ضعف الدولة. والفصل الرابع خصص لعرض الملامح العامة لنظم الدولة العثمانية وتشكيلاتها العرفية والإدارية والعسكرية. وأخيرا اختتم هذا العرض بتحليل شامل للمراحل التي مرت بها الدولة خلال مرحلتي التأسيس والازدهار، وذلك حتى ظهور الملامح الأولى لضعف الدولة واضطراب مؤسساتها. والكتاب وفقا لعنوانه لا يتناول بالتفصيل فترة الانهيار حتى سقوط الخلافة، ولا نكاد نجد ذكرا للسلطان عبد الحميد الذي يعد خطا فاصلا في هذه المرحلة. كما أنه لا يستند استنادا قويا إلى المرجعية الشرعية الإسلامية، وإن كان يؤكد أن من عوامل الانهيار دخول التنظيمات المسماة بالإصلاحات في نسيج الدولة وتغيير صبغتها وهويتها. ويعيب الكتاب بعض الأخطاء اللغوية والطباعية.وقد حرص المؤلف على الاستعانة بأحدث الدراسات والأبحاث التركية، وألا يكون الكتاب سردا للوقائع السياسية والعسكرية للدولة فقط، فقام بتذييله بعرض أهم الإنجازات الحضارية التي حققتها الدولة، مع التركيز على تشكيلاتها ونظمها الإدارية والمالية والعسكرية.ونلمح من خلال الكتاب روحا باحثة متجردة عن الهوى والتعصب أو التأثر بمزاعم أعداء الإسلام، وبالرغم من ذلك فلا يغرق مؤلفه في الأسلوب الخطابي أو النبرة الحماسية الممزوجة بالثناء والمديح، وإنما يترك الأحداث - من خلال عرضه الأمين - تشهد للدولة العثمانية أو عليها، ويوقف القارئ على خلاصات ونتائج في ختام كل مبحث كي يلسط الضوء بإيجاز على المآثر أو يجلي الأخطاء ويضعها في حجمها الطبيعي. ويؤكد الكاتب في خاتمة الكتاب على أنه لا بد أن يكون على رأس الإنجاز العثماني الضخم رجال على نفس المقدرة والقوة والسمو، لا يمكن لعناصر ضعيفة وأرواح خاوية غير مؤمنة بما تبذل من أجله النفس والنفيس أن تقيم صرحا عظيما يقاوم عوامل الخلل لأكثر من ثلاثة قرون من الزمان.