تاريخ التشريع الإسلامي
محمد الخضري
تاريخ التشريع الإسلامي
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة الشيخ محمد بن عفيفي الباجوري المشهور بالشيخ محمد الخضري بك. وهو فقيه وأصولي وأحد علماء الشريعة والأدب والتاريخ الإسلامي، ومن علماء الأزهر الشريف المشهورين، وكان خطيب جامع الأمير أُلماس؛ وهو معروف بأخلاقه وحرصه وذكائه ولباقته وإجادته للغة العربية. والكتاب يتناول مصادر التشريع الإسلامي وتطبيقاته حتى نحو منتصف القرن الثالث الهجري، وذلك يعود لأهمية تلك الفترة في التاريخ الإسلامي، حيث تكونت فيها البنية الأولى لمصادر المعرفة الإسلامية المختلفة، كجمع الأحاديث، وتصنيفه، ووضع علم النحو، وبدايات التدوين، وغيرها. والكتاب يتناول تاريخ التشريع، حيث قسمه المؤلف من حيث مادة الفقه الإسلامي إلى ثلاثة أقسام: القرآن، والسنة، وآراء الفقهاء. أما من جهة الأدوار التي مر بها التشريع والفقه من وقت الرسالة إلى الآن، فقد قسمها المؤلف إلى ستة أدوار، وهي: التشريع في حياة الرسول ﷺ؛ ثم التشريع في عهد كبار الصحابة، وينتهي هذا العهد بانتهاء الخلفاء الراشدين؛ ثم التشريع في عهد صغار الصحابة ومن ساماهم من التابعين، وينتهي بانتهاء القرن الأول من الهجرة أو بعد ذلك بقليل؛ ثم التشريع في العهد الذي صار فيه الفقه علما من العلوم وظهر فيه نوابغ الفقهاء، وينتهي بانتهاء القرن الثالث؛ ثم التشريع في العهد الذي دخلت فيه المسائل الفقهية في دور الجدل لتحقيق المسائل المتلقاة من الأئمة وظهور المؤلفات الكبيرة والمسائل الكثيرة، وينتهي هذا العهد بانتهاء الدولة العباسية من بغداد، وإغارة التتر على ممالك الإسلام، وبعد ذلك بقليل في مصر؛ وأخيرا التشريع في عهد التقليد المحض، وهو ما بعد ذلك إلى الآن. والشيخ الخضري رحمه الله بليغ الأسلوب، واضح في شرحه للمسائل، واسع الصدر يتحمل ما يرد على قومه من نقد حتى لا تبقى حقائق الأشياء محجوبة بفعل العاطفة سواء من حب أو بغض. كما كان المؤلف في تدوينه للتاريخ دقيقا في فصل الناحية السياسية عن الناحية العلمية، إذ يصعب الجمع بينهما في كتاب واحد، بالإضافة إلى تمكن المؤلف من الناحية الأصولية وفهمه لروح التشريع التي لها دور مهم في تحليله التاريخي لأدوار الفقه